قوله تعالى: {ص والقرآن ذي الذكر 1 بل الذين كفروا في عزة وشقاق 2 كم أهلكنا من قبلهم من قرن فنادوا ولات حين مناص 3 وعجبوا أن جاءهم منذر منهم وقال الكافرون هذا ساحر كذاب 4 أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب 5}
  · القراءة: قراءة القراء: (ص) بالجزم؛ لأنها من حروف الهجاء، فتكون مجزومة أبدًا. وعن الحسن وابن أبي إسحاق بكسر الدال من: المصاداة، أي: عاوض القرآن بعملك، وقابله به، فاعمل بأوامره ونواهيه، فجعله أمرًا، ويُقال:
  صَادَيْتُهُ مَصَادَاةً: عَامَلْتُهُ بمثل صنعته، وقيل: لما اجتمع ساكنان حرك إلى الكسر.
  وقرأ عيسى بن عمرو بفتح الدال، وكذلك (ق) و (نون) قيل: لاجتماع الساكنين يحركهما إلى أخف الحركات، وقيل: معناه: اقرأ (ص)، وقيل: على الإغراء؛ [أي]: عليك (ص)، وهو لا ينصرف.
  قراءة القراء: «عُجَابٌ» بالتخفيف، وعن السلمي وعيسى بن عمرو بالتشديد، وهو المفرط في التعجب، والعجيب والعُجَابُ والعُجَّابُ واحد، إلا أن في التشديد نوع مبالغة نحو: طويل وطُوَال وطُوَّال، ومن هذا البناء {وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا}[نوح: ٢٢].
  وروي عن الكسائي وابن كثير الوقف على: «لات» بالهاء، والباقون بالتاء، وعن بعضهم الوقف على (لا) ويجعلون التاء متصلة ب (حين) على ما سنبينه.
  ويقال: لِمَ لم يعد (ق) و [ص آية]؟
  قلنا: لأنه شبه الاسم المفرد، وإنما يعد ما يشبه الجملة، ويشاكل آخره رؤوس الآي التي بعده.