قوله تعالى: {وانطلق الملأ منهم أن امشوا واصبروا على آلهتكم إن هذا لشيء يراد 6 ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا إلا اختلاق 7 أأنزل عليه الذكر من بيننا بل هم في شك من ذكري بل لما يذوقوا عذاب 8 أم عندهم خزائن رحمة ربك العزيز الوهاب 9 أم لهم ملك السماوات والأرض وما بينهما فليرتقوا في الأسباب 10 جند ما هنالك مهزوم من الأحزاب 11}
  والهَزْمُ: الكسر والدفع، والمهزوم: المدفوع الذي وقعت عليه الهزيمة.
  والحزب: الجماعة التي تجتمع من كل أَوْبٍ، والجمع: أحزاب.
  · الإعراب: (مَا) في قوله: «جُنْدٌ مَا» صلة وتأكيد، كقولهم: جئت لأمر ما، وعندي طعام ما.
  · النزول: قيل: نزلت الآيات في الَّذِينَ اجتمعوا عند أبي طالب، فلما أيسوا من النبي ÷ قاموا يقول بعضهم لبعض: أجعل الآلهة إلهًا واحدًا، ويقولون للعوام: امشوا واصبروا على آلهتكم.
  وقيل: نزلت في عقبة بن أبي معيط، فهو الذي قال: امشوا واصبروا على آلهتكم، عن مجاهد.
  · المعنى: ثم بَيَّنَ تعالى من تلبيس القوم على عوامهم، فقال سبحانه: «وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ» أي: الأشراف من هَؤُلَاءِ الكفار الَّذِينَ تقدم ذكرهم، قيل: انطلقوا إلى أبي طالب لشكاية النبي ÷ فيما يقوله لآلهتهم، وقيل: انطلقوا من عنده بعد الإياس من النبي ÷ «أَنِ امْشُوا» قيل: امشوا إلى أبي طالب، واشكوا محمدًا، وقيل: امشوا ولا تقيموا على سماع كلام النبي ÷ ولا على سماع القرآن «وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ» قيل: اصبروا على إيجادها وعبادتها «إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ» قيل: فساد في الأرض، وعن قريب ينزل به الهلاك ونتخلص منه. وقيل: لأمر يراد بنا من زوال نعمة أو نزول شدة؛ لأنهم كانوا يعتقدون في الأصنام أنهم لو تركوا عبادتها أصابهم القحط والشدة. وقيل: شيء يراد، أي: كيد يكاد بنا، كأنهم اتهموه بطلب رئاسة، فكان هذا القول منهم على وجه التنفير عن النبي ÷، ثم زادوا وقالوا: «مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي