التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ووهبنا لداوود سليمان نعم العبد إنه أواب 30 إذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد 31 فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب 32 ردوها علي فطفق مسحا بالسوق والأعناق 33}

صفحة 5995 - الجزء 8

  وتدل أن من اتبع هواه فهو ضال؛ لأنه لم يتبع الدليل ولا الحق.

  وتدل أن مَنْ حَكَمَ لرشوة أو شفاعة أو محاباة على رئاسة لا ينفذ؛ لأنه أوقع للهوى.

  وتدل على وعيد الفساق؛ لأنه بين أنهم لما نسوا الوعيد ارتكبوا الكبائر.

  وتدل أن كل من لا يدّبر بالوعيد داخل في جملتهم.

  وتدل أنهم لا يستحقون اسم التقوى.

  وتدل أنهم لا يكونون في الجنة مع المؤمنين.

  وتدل أن الباطل ليس من خلق الله تعالى.

  ويدل قوله: «ليدبروا» على وجوب النظر.

  ويدل أن الخطاب للعقلاء.

قوله تعالى: {وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ ٣٠ إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ ٣١ فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ ٣٢ رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ ٣٣}

  · اللغة: نِعْمَ: ضد بِئْسَ، تقول: بئس الرجل زيد، ونعم الرجل عمرٌو.

  والعرض: إظهار الشيء بحيث يرى ليتميز أمره بما يقتضي حاله، وأصله:

  الإظهار.