قوله تعالى: {ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب 34 قال رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب 35 فسخرنا له الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب 36 والشياطين كل بناء وغواص 37 وآخرين مقرنين في الأصفاد 38 هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب 39 وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب 40}
  والتسخير: تذليل العمال للعمل.
  والرُّخَاءُ. الريح اللينة، وهو من رخاوة الجري وسهولته، رُخَاء: «فُعَالٌ» من الرخو، وهو السهل اللين، كما يقال للطويل: طُوال، وللجسيم جُسَام، وللكبير كُبَارٌ.
  والغَوص: النزول في الماء، غاص يغوص غوصًا فهو غائص، وغَوَّصَهُ تغويصًا.
  والأصفاد: الأغلال، وقيل: القيود، واحدها: صَفْدٌ، وتجمع على: أَصْفِدَة وصُفْدٍ، يقال: صفدته بالحديد بالتشديد والتخفيف. فأما أصفدته بالألف فمعناه:
  أعطيته، والصَّفَدُ: العطية.
  · الإعراب: نصب «الشَّيَاطِينَ» عطفًا على (الريح) أي: سخرنا الشياطين، وسخرنا كل بناء وغواص، وسخرنا آخرين مقرنين.
  · المعنى: ثم ذكر تعالى ما ابتلى به سليمان #، فقال تعالى: «وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ» أي: امتحنا واختبرنا، والمراد: شدة التعبد، والاختبار من جهته أن يعامل معاملة المختبر بالتكليف، وإلا فهو عالم لذاته بجميع ما كان ويكون.
  ثم فسر الامتحان، فقال سبحانه: «وَأَلْقَينَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا» واختلفوا في هذا اختلافًا شديدًا، ورووا روايات مختلفة، وذكروا في بعضها ما لا يجوز على أنبياء الله، وفي بعضها ما لا يجوز على الله تعالى، وفيها ما يقرب من الكفر، ولا شبهة أنه من دسيس الملحدة.
  ونحن نبين جميع ذلك علي سبيل الإيجاز، ونبين الصحيح من الفاسد وما هو أولى: