قوله تعالى: {كذب الذين من قبلهم فأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون 25 فأذاقهم الله الخزي في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون 26 ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون 27 قرآنا عربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون 28 ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل هل يستويان مثلا الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون 29 إنك ميت وإنهم ميتون 30 ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون 31}
  · الأحكام: يدل أول الآيات أن الماء منزل من السماء، ثم يخرج من العيون والأودية.
  ويدل قوله: {أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ} أن شرح الصدر غير الإسلام؛ لذلك قال:
  {لِلْإِسْلَامِ} ثم أضاف شرح الصدر إلى نفسه وهو الألطاف والأدلة، وأطلق الإسلام، فليس له أن يقول: إنه خلقه.
  وتدل أن القساوة ليست من خَلْقِهِ لذلك ذمهم عليها.
  ويدل قوله: (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ) على حدث القرآن حيث وصفه بأنه منزل، وبأنه حديث.
  وتدل أنه يشبه بعضه بعضًا.
  ومتى قيل: أليس وصفه بأنه متشابه وبأنه محكم يمكن معرفة المراد بظاهره، وبعضه متشابه لا يشبه المراد فيرجع إلى غيره؟
  ويدل قوله: «تَقْشَعِرُّ» أن صفة المؤمن أنه يطمئن قلبه إلى القرآن، فإذا عرف صحته يقشعر لما فيه من الوعيد.
  وعن العباس أن النبي ÷ قال: «إذا اقشعر جلد المؤمن من خشية الله حرمه الله على النار».
  فأما ما تقوله الحشوية والصوفية مذموم.
  وسئل ابن عمر عن ذلك فقال: هذا صنيع أصحاب محمد.
قوله تعالى: {كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ ٢٥ فَأَذَاقَهُمُ اللَّهُ الْخِزْيَ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ٢٦ وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ٢٧ قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ٢٨ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ٢٩ إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ٣٠ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ ٣١}