التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {كذب الذين من قبلهم فأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون 25 فأذاقهم الله الخزي في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون 26 ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون 27 قرآنا عربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون 28 ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل هل يستويان مثلا الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون 29 إنك ميت وإنهم ميتون 30 ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون 31}

صفحة 6060 - الجزء 8

  · القراءة: قرأ ابن عباس ومجاهد والحسن وابن كثير وأبو عمرو ويعقوب «سالمًا» بالألف وكسر اللام على أنه اسم سالم للفاعل، يقال: سَلِمَ فهو سالم، واختاره أبو عبيد، وقال: لصحة المعنى فيه، وذلك لأن السالم الخالص، وهو ضد المشترك، وأما السَّلَمُ فهو ضد المحارب، ولا ذكر للحرب هاهنا. وقرأ سعيد بن جبير: «سِلْمًا» بغير ألف وكسر السين وسكون اللام. وقرأ الباقون: «سَلَمًا» بغير ألف وفتح السين واللام، واختاره أبو حاتم، قال: هو الذي لا تنازع فيه، وهما مصدران، تقديره: ذا سَلَمٍ، وذا سِلْمٍ.

  قراءة العامة: «مَيِّتٌ» و «مَيِّتُونَ» بغير ألف، وعن ابن محيصن وابن أبي علية: «مايت» و «مايتون» بالألف في الحرفين.

  · اللغة: العِوَجُ بكسر العين: فيما لا شخص له، يقال: في الدِّين عِوَج، وفي الكلام عِوَج: عدل به عن جهة الصواب، وفي الحائط عَوَجٌ بفتح العين.

  والذوق: إدراك الطعم بحاسة مخصوصة، ذقت الطعام، ثم يستعمل في غيره تشبيهًا، ومنه: الخزي، أي: إدراك ألمه إِدْراكَ الذائق، ويُقال: إن الله تعالى مُدْرِكٌ للطعوم، ولا يقال: ذائق؛ لأن الذوق يقتضي الحاسة، بخلاف الإدراك.

  والمشاكس: المتمانع بالتنازع، تشاكسوا في الأمر تشاكسًا، وتشاكس في البيع: تماكس، وبناؤه «متفاعلون»، وأصله من الشَّكَاسَةِ، وهو سوء الخلق، يقال: رجل شَكِسٌ شرس: إذا ساء خلقه، وخالف الناس.

  والسَّلَمُ: مصدر سَلِمَ فلان له سلمًا، بمعنى: خلص له خلوصًا، وسلم سَلَمًا