قوله تعالى: {كذب الذين من قبلهم فأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون 25 فأذاقهم الله الخزي في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون 26 ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون 27 قرآنا عربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون 28 ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل هل يستويان مثلا الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون 29 إنك ميت وإنهم ميتون 30 ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون 31}
  وسِلْمًا وسلامة، معناه: كأنه يسلم إليه فهو سلم له، وقال الزجاج: أي سالم له، لا يشاركه فيه أحد.
  والميت بالتشديد والتخفيف: قيل بمعنى، وهما لغتان، وقيل بالتشديد: اسم لمن لم يمت وسيموت، وبالتخفيف: الذي فارقه الروح، عن الفراء، والكسائي.
  وروي نحوه عن الحسن، ولهذا لم يخفف أحد من القراء في هذه الآية، ومن قال: هما بمعنى أنشد:
  إِنَّمَا المَيْتُ مَيِّتُ الْأَحْيَاءِ
  والاختصام: افتعال من الخصومة، والخَصْمُ. مصدر؛ لذلك يقال للواحد والاثنين والجماعة والذكر والأنثى: خصم.
  · الإعراب: «قُرْآنًا» نصب لأنه مفعول، أي: ضربنا القرآن مثلاً، وقيل: تقديره: أنزلنا القرآن، وقيل: للتمييز، وقيل: هو نعتٌ للقرآن في قوله: {وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ} إلا أنه معرفة والثاني نكرة، فبلغت النكرة من المعرفة فنصب.
  «عَرَبِيًّا» نعتٌ للقرآن.
  {غَيْرَ ذِي عِوَجٍ} نصب على الحال.
  قوله: «مَثَلًا» نصب ب (ضرب)، وكذلك (رَجُلًا)، قال الكسائي: نعته ب (رَجُلًا) للمثل وتفسيرًا له، وإن شئت نصبته بنزع الخافض، تقديره: ضرب مثلاً لرجل.
  · المعنى: لما تقدم ذكر الحجج ومَنْ آمن بها، ومن قسا قلبه عقبه بذكر الأمم وتكذييهم