التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {فمن أظلم ممن كذب على الله وكذب بالصدق إذ جاءه أليس في جهنم مثوى للكافرين 32 والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون 33 لهم ما يشاءون عند ربهم ذلك جزاء المحسنين 34 ليكفر الله عنهم أسوأ الذي عملوا ويجزيهم أجرهم بأحسن الذي كانوا يعملون 35 أليس الله بكاف عبده ويخوفونك بالذين من دونه ومن يضلل الله فما له من هاد 36 ومن يهد الله فما له من مضل أليس الله بعزيز ذي انتقام 37}

صفحة 6065 - الجزء 8

  الموحد بعبد له مولى واحد، فهو في راحة من خدمته، ويتوفر عليه كرامته، والمشرك بمنزلة من له موالٍ سيئة الأخلاق، فهو في عناء من خدمتهم، وهم لا يتوفرون على رعايته.

  ويدل قوله: {لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} أنه أراد من الجميع التقوى.

  ويدل قوله: {تَخْتَصِمُونَ} أنه لا يخلق الكفر والظلم، ولا يريده؛ إذ لو كان جميع ذلك خلقه لكانت الخصومة له، لا بينهم؛ لأنه خلق الكفر في الكافر، والظلم في الظالم، والإيمان في المؤمن، فما معنى الخصومة بينهم؟

قوله تعالى: {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ ٣٢ وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ٣٣ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ ٣٤ لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ ٣٥ أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ٣٦ وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقَامٍ ٣٧}

  · القراءة: قرأ حمزة والكسائي: «بِكَافٍ عِبَادَهُ» بألف على الجمع، وهو قراءة أبي جعفر والأعمش، يعني: كافي المؤمنين، وقيل: الأنبياء ينصرهم فلا يحتاجون إلى نصرة غيره. الباقون: «عَبْدَهُ» بغير ألف، يعني: النبي ÷.

  قراءة العامة: «جَاءَ بِالصِّدْقِ» على الواحد، وعن بعضهم: «جاؤوا» على الجمع، قيل: أراد الأنبياء، وقيل: الأتباع.