التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {فمن أظلم ممن كذب على الله وكذب بالصدق إذ جاءه أليس في جهنم مثوى للكافرين 32 والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون 33 لهم ما يشاءون عند ربهم ذلك جزاء المحسنين 34 ليكفر الله عنهم أسوأ الذي عملوا ويجزيهم أجرهم بأحسن الذي كانوا يعملون 35 أليس الله بكاف عبده ويخوفونك بالذين من دونه ومن يضلل الله فما له من هاد 36 ومن يهد الله فما له من مضل أليس الله بعزيز ذي انتقام 37}

صفحة 6066 - الجزء 8

  · اللغة: الكذب: خبر مَخْبَرُهُ على خلاف خَبَرِهِ.

  والصدق: خبر مخبره على ما تناوله، وهما من أقسام الكلام.

  والمثوى: المقام، أثوى يُثْوِي إثواءً، وثوي يَثْوِي.

  والكفاية: سد الخلة على مقدار الحاجة، ولا يقدر على كفاية العبد في جميع ما يحتاج إليه إلا الله تعالى.

  والتخويف: إخبار بموضع الخوف.

  والانتقام: الانتصار من العدو.

  · الإعراب: يقال: لِم جاز «هم المتقون» على الجمع و (الذي) واحد؟

  قلنا: لأنه واحدٌ في لفظه، جمعٌ في معناه؛ لأنه يراد به الجنس فهو اسم مبهم، قال الشاعر:

  إِنَّ الَّذِي حَاَنت بِفَلْجٍ دمَاؤُهُمْ ... هُمُ القَوْمُ كُلُّ القَوْمَ يَا أُمَّ خَالِدِ

  · النزول: قوله: {وَصَدَّقَ بِهِ} قيل: نزل في أبي بكر ¥، عن أبي العالية، وجماعة.

  وقيل: نزل في النبي ÷.

  وقوله: {وَيُخَوِّفُونَكَ} قيل: إن المشركين قالوا للنبي ÷: أما تخاف آلهتنا حيث تعيبها بأن تصيبك بسوء أو تخبلك، فأمر رسول اللَّه ÷ خالدًا بكسر العُزَّى، فقالوا: