التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {أولم يعلموا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون 52 قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم 53 وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون 54 واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون 55}

صفحة 6080 - الجزء 8

  يقفون عليه بإثبات الياء؛ لأنها ثابتة في المصحف إلا في رواية أبي بكر عن عاصم أنه يقف بغير ياء.

  · اللغة: السَّرَفُ: أصله المجاوزة للحد.

  والقُنُوط: اليأس من الرحمة، واليأس مع اليقين، والرجاء مع التجويز.

  والإنابة: الرجوع.

  والبغتة: الفجأة، بَغَتَهُ الأمر بَغْتًا، وباغته مباغتة.

  · الإعراب: «بَغْتَةً» نصب على الخال.

  · النزول: اختلفوا في قوله: «يَاعِبَادِيَ» فيمن نزل؟

  فقيل: في أهل مكة قالوا: يزعم محمد أن مَنْ عَبَدَ الأوثان وقتل النفس لم يغفر له، وقد عبدناها وقتلنا فكيف نسلم ونهاجر؟! فنزلت الآية، عن ابن عباس.

  وقيل: نزلت في وحشي قاتل حمزة لما أراد أن يسلم وخاف ألا تقبل توبته، فلما نزلت الآية أسلم، فقيل لرسول الله ÷: هذه خاصة أم للمسلمين عامة؟ فقال: «بل هي عامة»، عن ابن عباس.

  وقيل: نزلت في أناس أصابوا ذنوبًا عظامًا في الجاهلية، فلما جاء الإسلام أشفقوا ألا يتوب عليهم، فدعاهم الله إلى الإسلام بهذه الآية، عن قتادة.

  وقيل: نزلت في عياش بن ربيعة والوليد بن الوليد ونفر من المسلمين أسلموا، ثم فتنوا، وعذبوا، فافتتنوا، فكان المسلمون يقولون فيهم: لا يُقْبَلُ مِنْ هَؤُلَاءِ صَرْفٌ ولا عَدْلٌ، فنزلت الآيات، فكتبها عمر، وأنفذ بها إليهم فأسلموا.