التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب 17 وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع 18 يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور 19 والله يقضي بالحق والذين يدعون من دونه لا يقضون بشيء إن الله هو السميع البصير 20}

صفحة 6117 - الجزء 8

  · القراءة: قرأ ابن عامر ونافع: «الَّذِينَ تَدْعُونَ» بالتاء على الخطاب، والباقون بالياء.

  · اللغة: الآزفة: الدانية، أَزِفَ الأمر: إذا دنا، يَأْزَفُ أَزَفًا، ومنه: {أَزِفَتِ الْآزِفَةُ}⁣[النجم: ٥٧] أي: دنيت القيامة، وسميت آزفة لدنوها.

  والكاظم: الممسك على ما في قلبه، يقال: كظم غيظه: إذا تجرعه، وأصل الكظم للبعير على جِرَّتِهِ يرددها في حلقه.

  والحميم: القريب، يقال: حم الشيء: إذا قرب.

  والقضاء: فَصْلُ الأمرِ والحُكْمِ.

  · الإعراب: {كَاظِمِينَ} قيل: نصب على الحال، أي: في حال الكظم، وقيل: على القطع، قال الزجاج: تقديره: قلوب الظالمين عند الجمع كاظمين.

  · المعنى: ثم وصف تعالى ذلك اليوم، فقال سبحانه: «الْيَوْمَ» يعني: يوم القيامة «تُجْزَى» أي: تكافأ «كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ» بما عملت من خير أو شر «لاَ ظُلْمَ الْيَوْمَ» بنقصان ثواب مستحق أو زيادة عقوبة غير مستحقة «إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ» لا يؤخر الثواب والعقاب، وقيل: لا يشغله حساب أحد عن حساب آخر.

  ومتى قيل: كيف يحاسب ويسائل؟

  قلنا: يحدث كلامًا مع كل أحد في محل يضطره إلى أنه كلامه تعالى، وقيل:

  يأمر الملائكة بأن تحاسب وتسائل.