التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات فما زلتم في شك مما جاءكم به حتى إذا هلك قلتم لن يبعث الله من بعده رسولا كذلك يضل الله من هو مسرف مرتاب 34 الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم كبر مقتا عند الله وعند الذين آمنوا كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار 35}

صفحة 6128 - الجزء 8

  وتدل على جواز الإظهار مع الخوف على النفس إذا كان فيه إعزاز الدين.

  وتدل على أن القتل يَعْظُمُ بدرجة المقتول.

  وتدل على وجوب النصح بطريقة الاستظهار.

  وتدل على أنه لا يريد الظلم، وإذا لم يُرِدْ ولم يخلقه، فيبطل قول الْمُجْبِرَةِ في المخلوق.

قوله تعالى: {وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ ٣٤ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ ٣٥}

  · القراءة: قرأ ابن عامر، وأبو عمرو، وقتيبة عن الكسائي: (قَلْبٍ) منونًا (مُتَكَبِّرٍ) صفة القلب، [والباقون] (قَلْبِ) بغير تنوين على الإضافة، أضاف القلب إلى المتكبر، ويؤيد هذه الأقوال: ما روي عن ابن مسعود: (على قَلْبِ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ).

  · اللغة: السَّرَفُ: مجاوزة الحد، وهو ضد القصد، والسَّرَفُ: الجهل، والسرف:

  الإِغْفال، يقال: أسرف فهو مسرف.

  والارتياب: الشك، وأصله: الريب.

  والمَقْتُ: أشد البغض.