التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين 9 وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين 10 ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين 11 فقضاهن سبع سماوات في يومين وأوحى في كل سماء أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم 12}

صفحة 6170 - الجزء 9

  وتدل على أن العَالِمَ باللغة محجوج به، ولو كان للظاهر باطن لا يدل عليه الظاهر لم يكن كذلك، فيبطل قول الباطنية.

  ويدل قوله: «لقوم يعلمون» أن التفسير لمن عرف اللغة جائز، ولا يحتاج إلى سماع معناه من غيره، بخلاف من يقول: لا بد فيه من سماع، وذكر نحوه شيخنا أبو حامد |.

  وتدل على أنه يستقل بنفسه في باب الدلالة.

  وتدل على وجوب التفكر فيه، وذم المعرض عنه.

  ويدل قوله: {لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} على شدة إعراضهم عن القرآن، وأنه لا منع على ما تقوله الْمُجْبِرَة؛ لذلك ذمهم ووبَّخهم على هذا القول.

  وتدل على كون القرآن حجة، ووجوب العلم والعمل به.

  ويدل قوله: {إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ} أن الرسول يجري على طريقة التواضع دائمًا.

قوله تعالى: {قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ ٩ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ ١٠ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ١١ فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ١٢}