التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين 9 وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين 10 ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين 11 فقضاهن سبع سماوات في يومين وأوحى في كل سماء أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم 12}

صفحة 6172 - الجزء 9

  · الإعراب: «أئنكم» ألف استفهام دخلت على الاسم، ومحله الفعل، وتقديره: إنكم لتكفرون.

  «وحفظاً» قيل: نصب على تقدير: جعلناها زينة وحفظًا، وقيل: على المصدر، أي: حفظها حفظًا، وقيل: الواو محذوف، أي: زينها بالنجوم حفظًا، وقيل: قال: «طائعين» على كناية ما يعقل؛ لأنه لما أضاف القول إليهما أجراه مجرى مَنْ يعقل ووكل على لفظ الجمع بعد قوله: «قالتا» على تقدير: أتينا نحن طائعين، فقيل: قالتا، ثم قال: «طائعين»، فمرة للتثنية لأن صنف السماء والأرض ثنيان، ومرة للفظ الجمع.

  · المعنى: ثم بَيَّنَ تعالى أدلة التوحيد، فقال سبحانه: «قُلْ» يا محمد لهَؤُلَاءِ الكفار «أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ» وهذا تعجب، أي: كيف تستجيزون أن تكفروا بمن هو خالق كل شيء ورب كل حي، {بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ} يعني في مقدار يومين «وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا» أمثالاً وأشباهًا تعبدونهم، لا يقدرون على شيء «ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ» يعني الذي خلق الأرض هو خالق العالمين دون الأنداد «وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا» أي: الجبال الثوابت فوق الأرض «وَبَارَكَ فِيهَا» أي: في الأرض، قيل: بما خلق فيها من المنافع، التي لا تحصى، وقيل: أنبت أشجارها، عن السدي. «وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا» قيل: أرزاقها، عن الحسن، والسدي، وابن زيد، وقيل: قدر فيها أقواتها ما فيه صلاحها، فخلق البر، والبحر، والأنهار، والأشجار، والدواب، وسائر النعم، وقيل: هو المطر، عن مجاهد، وقيل: قدر لكل ناحية ما يكفي أهلها، عن أبي علي، وقيل: