التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود 13 إذ جاءتهم الرسل من بين أيديهم ومن خلفهم ألا تعبدوا إلا الله قالوا لو شاء ربنا لأنزل ملائكة فإنا بما أرسلتم به كافرون 14 فأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق وقالوا من أشد منا قوة أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة وكانوا بآياتنا يجحدون 15 فأرسلنا عليهم ريحا صرصرا في أيام نحسات لنذيقهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أخزى وهم لا ينصرون 16 وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى فأخذتهم صاعقة العذاب الهون بما كانوا يكسبون 17 ونجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون 18}

صفحة 6178 - الجزء 9

  لا يحركانه؛ لأنه مكتوب في المصحف بغير ألف، وقرأ ابن أبي إسحاق: «ثمودَ» منصوبًا غير منون؛ لأنه أخف الحركات.

  · اللغة: الإنذار: التخويف.

  الصاعقة: الوقع الشديد من الرعد، وكذلك الصُّعَاقُ، وقيل: هو صوت الرعد الذي يصعق منه الإنسان، والصاعقة: العذاب على أي حال كان، وأصله: الصوت مع النار، يقال: صاعقةٌ وصَعْقَةٌ، قال الفراء: وتميم تقول: صعقة في معنى صاعقة، ويقال: صعقتهم الصاعقة، وأصعقتهم: إذا أصابتهم، والصاعقة مصدر جاء على فاعلة، كالرَّاغِيَة: للإبل، والثَّاغِيَة: للشاء، والصَّاهِلَةِ: للخيل.

  والصرصر: الشديد الصوت، من الصرير، وريح صرصر: شديد الهبوب، ونظيره في التكرير صل اللجام، فإذا كرر قيل: صلصل، وسمي نهر صرصر بصوت الماء الجاري فيه.

  والنَّحْسُ: سبب الشر، كما أن السعد سبب الخير، قال الراجز:

  يومين غَيْمَيْن وَيوْمًا شَمْسَا

  نجمين بالسعد ونَجْمًا نَحْسَا

  والخزي: الهوان التي يستحيا من مثلها بفضيحة أهلها، خَزِيَ يَخْزَى خِزْيًا، وأخزاة الله إخزاءً، وهو مَخْزِيٌّ.

  والهون: الهوان.