قوله تعالى: {أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ولولا كلمة الفصل لقضي بينهم وإن الظالمين لهم عذاب أليم 21 ترى الظالمين مشفقين مما كسبوا وهو واقع بهم والذين آمنوا وعملوا الصالحات في روضات الجنات لهم ما يشاءون عند ربهم ذلك هو الفضل الكبير 22 ذلك الذي يبشر الله عباده الذين آمنوا وعملوا الصالحات قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا إن الله غفور شكور 23 أم يقولون افترى على الله كذبا فإن يشإ الله يختم على قلبك ويمح الله الباطل ويحق الحق بكلماته إنه عليم بذات الصدور 24 وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون 25}
  ابن عباس عن النبي ÷ وهو قول الحسن، وأبي علي، وأبي مسلم، قالوا: هو التقرب إلى اللَّه، والتودد إليه بالطاعة والعمل الصالح، ومعنى الكلام: لا تتقربوا إليّ بالأجرة؛ لكن تقربوا إلى الله بالطاعة والعمل الصالح، فعلى هذا الخطاب للمؤمنين، وقيل: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا} إلا أن تودوني لقرابتي منكم، وصلة الرحم، وكل قريش كان بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه قرابة، عن ابن عباس، وقتادة، ومجاهد، والسدي، والضحاك، وابن زيد، وعطاء بن دينار، وأبي مالك، وعلى هذا الخطاب للكفار، يعني إن لم تودوني للرسالة فلا تتركوا مودتي لحق القرابة التي بيني وبينكم. وقيل: إلا أن تودوا قرابتي وعترتي، وتحفظوني، عن علي بن الحسين، وسعيد بن جبير، وعمرو بن شعيب، وجماعة. ثم اختلف هَؤُلَاءِ في هذه القرابة، فروى ابن عباس: لما نزلت هذه الآية قالوا: يا رسول الله مَنْ قرابتك هَؤُلَاءِ الَّذِينَ وجبتْ علينا مودتهم؟ قال: «عليٌّ وفاطمة وابناها»، وقد روي ما يؤكد هذا، فروى أبو هريرة أن النبي ÷ نظر إلى علي وفاطمة والحسن والحسين، فقال: «أنا حرب لمن حاربتم، سلم لمن سالمتم». وعن زيد بن علي عن آبائه عن علي $: شكوت إلى النبي ÷ حسد الناس لي، فقال: «أما ترضى أن تكون رابع أربعة: أول من يدخل الجنة أنا وأنت، والحسن والحسين، أزواجنا عن أيماننا وشمائلنا، وذرياتنا خلف أزواجنا، وشيعتنا من ورائنا». وقيل: هم ولد عبد المطلب، وقيل: هم الَّذِينَ تحرم عليهم الصدقة، ويقسم بينهم الخمس.
  ثم اختلفوا فيمن تحرم عليهم الصدقة، قيل بنو هاشم وبنو عبد المطلب، الَّذِينَ لم يفارقوه في جاهلية ولا إسلام، وهو مذهب الشافعي. وقيل: هم خمس بطون: آل عباس، وآل علي، وآل جعفر، وآل عقيل، وولد الحارث بن عبد المطلب، عن