قوله تعالى: {أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ولولا كلمة الفصل لقضي بينهم وإن الظالمين لهم عذاب أليم 21 ترى الظالمين مشفقين مما كسبوا وهو واقع بهم والذين آمنوا وعملوا الصالحات في روضات الجنات لهم ما يشاءون عند ربهم ذلك هو الفضل الكبير 22 ذلك الذي يبشر الله عباده الذين آمنوا وعملوا الصالحات قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا إن الله غفور شكور 23 أم يقولون افترى على الله كذبا فإن يشإ الله يختم على قلبك ويمح الله الباطل ويحق الحق بكلماته إنه عليم بذات الصدور 24 وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون 25}
  ويجوز أن يقال: إن الأوْلى أن المراد به قرابة الرسول ÷ إذا كانوا مؤمنين، وذلك أن في الجملة قد وجب لهم حق وحرمة، بما أسدى إلينا رسول الله ÷ من نعمة، ولأهل بيته ضرب من التعظيم ليس لغيرهم، فخصهم بالذكر، وقد ورد أخبار جمة في فضل أهل البيت $ يذهب جميع فوائدها على ما يفسره أبو مسلم.
  «وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً: أي: يعمل طاعة» نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا «قيل: يثيبه، ويزيده من فضله {إِنَّ [اللَّهَ] غَفُورٌشكور} للذنوب لمن تاب {شَكُورٌ} لمن أطاعه، يقبل القليل، ويثيب عليه بالجزيل، وقيل: صفته بأنه شكور مجاز وتوسع؛ لأن الشكر يقابل النعم، ويتعالى الله عن ذلك، إلا أنه لما أعطى الثواب على الطاعات وصف بأنه {شَكُورٌ} «أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى» قيل: أيؤمن هَؤُلَاءِ الكفار بما أخبرهم، أم يكفرون ويقولون: «افْتَرَى» محمد «عَلَى اللهِ كَذِبًا» فيما يقول أنه أرسله وأوحى إليه «فَإِنْ يَشَإِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ» قيل: فيه محذوف وتقديره: أم يقولون افترى، فإن أراد أن يفتري ختم على قلبه، واختلفوا في معناه، قيل: يربط على قلبك حتى لا يشق عليك أذاهم، عن مجاهد، وابن الأنباري، وعلى هذا لا يحتاج إلى إضمار محذوف، وقيل: يطبع على قلبك فينسيك القرآن، عن قتادة، يعني لو افترى على الله كذبًا لفعل ذلك، وقيل: إن حدثت نفسك أن تفتري على الله كذبًا لطبعت على قلبك بشيء، وقيل: نجعل على قلبك سمة الأعداء، وهو زجر للنبي ÷، وبيان للكفار أنه لم يفعل ما