قوله تعالى: {ويستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله والكافرون لهم عذاب شديد 26 ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ولكن ينزل بقدر ما يشاء إنه بعباده خبير بصير 27 وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهو الولي الحميد 28 ومن آياته خلق السماوات والأرض وما بث فيهما من دابة وهو على جمعهم إذا يشاء قدير 29 وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير 30 وما أنتم بمعجزين في الأرض وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير 31}
  ومنها: ما يتذكر من أحوال القيامة والآلام التي تحل بأهل النار.
  ومنها: ما يحصل له على الصبر عليه من الثواب.
  ومنها: ما فيه من العوض الموفي على ذلك الضرر.
  ومنها: تذكر الصحة والعافية والدعاء إلى الشكر.
  ومنها: ما يتصور من حال أهل الجنة في الأمن من المصائب، فتدعو إلى العمل لها.
  وإنما ذكر اليد تأكيدًا للإضافة إليهم على عادة العرب في مخاطباتهم، فيقولون: هذا مما جنت يداك.
  «وَيَعْفُو عَنْ كثِيرٍ» أي: لا يؤاخذهم بكثير من أفعالهم؛ بل يعفو عنها، وقيل: لولا العفو لهلك العالم؛ لأن الذنب موجبه، ولكن الله تعالى يعفو إما بالتوبة، أو بطاعات أعظم منها، وقيل: يعفو عن كثير، أي: يسهل على كثير منهم إذا كان ذلك أصلح «وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ» أي: ليس العفو والغفران لأنكم أعجزتم الله أو هو توبة لعلمكم من يتولى نصركم؛ بل فضل منه ورحمة، وقيل: معجزين هربًا «وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ» يتولى أمركم «وَلاَ نَصِيرٍ» ناصر ينجيكم من عذابه، وفائدة ذلك: إذا لم يكن للنجاة وجه إلا من جهته، فالواجب التمسك بطاعته، والتجنب من عصيانه.
  · الأحكام: يدل قوله - سبحانه -: «ويستجيب» على أحد التأويلين أنه تعالى يجيب دعاء عباده المؤمنين دون غيرهم، لولا ذلك لما خص المؤمن، ولأن إجابة الدعاء تجري