قوله تعالى: {ومن آياته الجوار في البحر كالأعلام 32 إن يشأ يسكن الريح فيظللن رواكد على ظهره إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور 33 أو يوبقهن بما كسبوا ويعف عن كثير 34 ويعلم الذين يجادلون في آياتنا ما لهم من محيص 35 فما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا وما عند الله خير وأبقى للذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون 36}
  ويدل قوله: {وَمَا أَصَابَكُمْ} أن العبد قد يصيبه بسبب ذنبه مصائب؛ إلا أن أبا علي يقول: إن الأمراض في العصاة تكون عقابًا، وأما أبو هاشم فيقول: إن الأمراض وأكثر المصائب محنة له، والحدود يجوز أن تكون عقوبة، وقد بيَّنَّا الوجه فيه.
قوله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ ٣٢ إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ ٣٣ أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِمَا كَسَبُوا وَيَعْفُ عَنْ كَثِيرٍ ٣٤ وَيَعْلَمَ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِنَا مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ ٣٥ فَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ٣٦}
  · القراءة: قرأ أبو جعفر ونافع وأبو عمرو: «الجواري» بياء في الوصل دون الوقف، وقرأ ابن كثير بياء في الوصل والوقف، وقرأ الباقون بحذف الياء في الوصل والوقف، أما إثباته فعلى الأصل، وحذفه للتخفيف ودلالة الكلام عليه.
  قرأ أبو جعفر ونافع وابن عامر: «ويعلمُ» بالرفع على الاستئناف، كقوله في (براءةٌ): {وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ}[التوبة: ١٥]، وقرأ الباقون بالنصب على الصرف، كقوله: {وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ}[آل عمران: ١٤٢] صرف من حال الجزم إلى النصب، كراهة لتوالي الجزم، قال الشاعر: