قوله تعالى: {ومن آياته الجوار في البحر كالأعلام 32 إن يشأ يسكن الريح فيظللن رواكد على ظهره إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور 33 أو يوبقهن بما كسبوا ويعف عن كثير 34 ويعلم الذين يجادلون في آياتنا ما لهم من محيص 35 فما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا وما عند الله خير وأبقى للذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون 36}
  لاَ تَنْهَ عَنْ خُلُقٍ وتَأْتِيَ مِثْلَهُ ... عَارٌ عَلَيْكَ إِذَا فَعَلْتَ عَظِيمُ
  فنصب (تأتي)؛ لأنه مصروف عن لا تَأْتِ، وقيل: نصب بإضمار أَنْ الخفيفة، وهو معطوف على معنى الكلام بتقدير: وأنْ يعلم.
  · اللغة: الأعلام: الجبال، واحدها: عَلَمٌ، قالت الخنساء:
  كَأَنَّهُ عَلمٌ فِي رَأْسِهِ نَارُ
  والراكد: الدائم السكون الذي لا يجري، يقال: رَكَدَ الماء ركونا، وركدت الريح: سكنتْ، وركد الميزان: استوى، والرواكد جمع راكدة.
  وَبَقَ الرجل يَبِقُ: هلك نحو: ضرب يضرب، ووَبِقَ يَوْبَقُ، مثل: علم يعلم، وأوبقه الله: أهلكه، والموبق: المهلك.
  والمَحِيصُ: المَعْدِل والملجأ، حاص يحيص حَيصًا وحِيَاصًا: إذا مال ملتجئا، ومنه: {وَلَا يَجِدُونَ عَنهَا مَحِيصًا}[النساء: ١٢١] أي: مهربًا، ومنه حديث مطرف: هو الموت: نُحايِصُهُ ولا بد منه.
  والإمتاع: الانتفاع بما يتعجل سروره، والمتاع على وجهين:
  أحدهما: الإمتاع، والثاني: ما يُتَمَتَّعُ به، وأصل الباب: المتعة.