التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين 193}

صفحة 792 - الجزء 1

  والغفران: تغطية الذنب حتى يصيره كأنه لم يقع.

  · المعنى: لما أوجب قتال الكفار بين حالهم بعد التوبة فقال تعالى: «فَإِنِ انتَهَوْا» امتنعوا عن كفرهم بالتوبة «فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ» يعني غفور يستر سيئاتهم، رحيم بهم يثيبهم في الجنة، وقيل: فيه حذف، وتقديره: فإن انتهوا بالتوبة، فإن اللَّه يغفر لهم؛ لأنه غفور رحيم.

  · الأحكام: تدل الآية على أن قتالهم يجب بشرط إقامتهم على الكفر، وأنه محظور إذا انتهوا.

  وتدل على أن التوبة مقبولة من كل ذنب؛ لأن الكفر أعظم الذنوب، فيبطل قول من يقول: القاتل لا توبة له.

  وتدل على بطلان القول بأن التائب لا يحتاج إلى مغفرة، وإنما يحتاج إليها المصِرُّ؛ لأنه تعالى بَيَّنَ أنه مع الانتهاء يغفر لهم.

قوله تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ ١٩٣}

  · اللغة: العدوان: أصله مجاوزة الحد، وهو هاهنا توسع ومجاز، وتقديره: فلا نحب جزاء العدوان.