قوله تعالى: {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين 193}
  والغفران: تغطية الذنب حتى يصيره كأنه لم يقع.
  · المعنى: لما أوجب قتال الكفار بين حالهم بعد التوبة فقال تعالى: «فَإِنِ انتَهَوْا» امتنعوا عن كفرهم بالتوبة «فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ» يعني غفور يستر سيئاتهم، رحيم بهم يثيبهم في الجنة، وقيل: فيه حذف، وتقديره: فإن انتهوا بالتوبة، فإن اللَّه يغفر لهم؛ لأنه غفور رحيم.
  · الأحكام: تدل الآية على أن قتالهم يجب بشرط إقامتهم على الكفر، وأنه محظور إذا انتهوا.
  وتدل على أن التوبة مقبولة من كل ذنب؛ لأن الكفر أعظم الذنوب، فيبطل قول من يقول: القاتل لا توبة له.
  وتدل على بطلان القول بأن التائب لا يحتاج إلى مغفرة، وإنما يحتاج إليها المصِرُّ؛ لأنه تعالى بَيَّنَ أنه مع الانتهاء يغفر لهم.
قوله تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ ١٩٣}
  · اللغة: العدوان: أصله مجاوزة الحد، وهو هاهنا توسع ومجاز، وتقديره: فلا نحب جزاء العدوان.