قوله تعالى: {أم اتخذ مما يخلق بنات وأصفاكم بالبنين 16 وإذا بشر أحدهم بما ضرب للرحمن مثلا ظل وجهه مسودا وهو كظيم 17 أومن ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين 18 وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا أشهدوا خلقهم ستكتب شهادتهم ويسألون 19 وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم ما لهم بذلك من علم إن هم إلا يخرصون 20 أم آتيناهم كتابا من قبله فهم به مستمسكون 21}
  والخَرْصُ: الكذب، خرص، واخترص، وتخرص: إذا افترى الكذب، ومنه: {الْخَرَّاصُونَ}[الذاريات: ١٠] الكذابون، وكُلُّ مَنْ قال بالظن فهو خارص.
  والاستمساك بالشى: التمسك به، يقال: مسك بالشيء وأمسك وتمسك واستمسك، قال زهير:
  بِأَيِّ حَبْلِ جِوَارٍ كُنْتُ أَمْتَسِكُ
  · الإعراب: قوله: {يُنَشَّأُ} قيل: في محل من ثلاثة أوجه:
  أولها: رفع على الابتداء، كأنه قيل: (مَنْ) ينشأ فأولئك ولده على ما قالوا.
  الثانى: النصب على الإضمار، تقديره: أومَنْ ينشأ يجعلونه رَبًّا.
  الثالث: الكسر على قوله: {مِمَّا يَخْلُقُ} وقوله: {بِمَا ضَرَبَ}.
  · المعنى: ثم زاد في توبيخهم بسوء اعتقادهم، فقال - سبحانه -: «أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ وَأَصْفَاكُمْ بِالْبَنِينَ» أي: كيف خصكم بالبنين واتخذ لنفسه البنات، وليس بحكيم من اختار لنفسه الأدون ولغيره الأعلى، فلو جاز عليه الولد لما اختار البنات على ما تزعمونه، فقد غلطوا من وجهين:
  أحدهما: جواز اتخاذ الولد في الأصل.
  والثاني: في اتخاذ البنات، مع أنهم يكرهون ذلك لأنفسهم.
  «وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مَثَلًا» يعني البنات التي أضافوها إليه «ظَلَّ