قوله تعالى: {وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون 26 إلا الذي فطرني فإنه سيهدين 27 وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون 28 بل متعت هؤلاء وآباءهم حتى جاءهم الحق ورسول مبين 29 ولما جاءهم الحق قالوا هذا سحر وإنا به كافرون 30 وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم 31 أهم يقسمون رحمت ربك نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ورحمت ربك خير مما يجمعون 32}
  تَعْبُدُونَ} وقيل: وصيته التي أوصى بنيه على ما ذكره في سورة (البقرة)، عن محمد بن كعب القرظي، وقيل: هو قوله: {أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}[البقرة: ١٣١]، عن ابن زيد، وأبي مسلم، وقيل: هو تسميته إياهم بالمسلمين.
  واختلفوا في عقبه، قيل: من خلفه، عن ابن عباس. وقيل: ذريته وولده، عن مجاهد. وقال الحسن: عقبه وولده إلى يوم القيامة، وقيل: في آل محمد، عن السدي.
  «لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ» قيل: لعلهم يتوبون ويتذكرون، عن قتادة. وقيل: عما هم عليه من الظن إلى عبادة اللَّه، وقيل: لعلهم يرجعون إلى دين إبراهيم، عن الفراء، والحسن. ومعنى (لعلَّ) قيل: ليرجعوا، قيل: وصاهم أن يرجعوا. «بَلْ مَتَّعْتُ هَؤُلَاءِ وَآبَاءَهُمْ» أي: أنعمت عليهم بالنعم ولم أعاجلهم بالعقوبة فتمتعوا بها «حَتَّى جَاءَهُمُ الْحَقُّ» قيل: القرآن، عن السدي. وقيل: الإسلام، عن الضحاك. وقيل: التوحيد، وقيل: الآيات الدالة على صدقه «وَرَسُولٌ مُبِينٌ» يبين الحق، وهو محمد ÷، «وَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ» القرآن «قَالُوا هَذَا سِحْرٌ» أي: تمويه «وَإِنَّا بِهِ كَافِرُونَ».
  «وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ» اتفقوا أن القريتين مكة والطائف، واختلفوا في الرجلين، قيل: الوليد بن المغيرة من مكة، وحبيب بن عمرو قي الطائف، عن ابن عباس. وقيل: عتبة بن ربيعة من مكة، وأبو عبد الله الثقفي من الطائف، عن مجاهد. وقيل: الوليد بن المغيرة من مكة، وأبو مسعود الثقفي من الطائف، عن قتادة، وأبي علي. وقيل: الوليد بن المغيرة من مكة، وكنانة بن عبد بن عمرو من الطائف، عن السدي. {عَظِيمٍ} أي: عظيم الشأن في الدنيا بالمال والجاه، فغلطوا من وجوه: