التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة ومعارج عليها يظهرون 33 ولبيوتهم أبوابا وسررا عليها يتكئون 34 وزخرفا وإن كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا والآخرة عند ربك للمتقين 35}

صفحة 6302 - الجزء 9

  الحديث «أنه. لم يدخل الكعبة حتى أمر بالزخرف فنحي»، وقيل: نقوش وتصاوير تزين بها الكعبة، وكانت بالذهب.

  · الإعراب: في نصب (زخرف) قولان:

  قيل: لجعلنا، أي: لجعلنا لبيوتهم سقفًا، ولجعلنا لهم زخرفًا.

  وقيل: من فضة وزخرف، فلما نزعت الخافضة انتصب.

  واللام في قوله: {لِمَنْ يَكْفُرُ} قيل: صلة، وفي الآية تقديم وتأخير، تقديره:

  لجعلنا لبيوت من يكفر، وقيل: اللام بمعنى (على)، أي: على بيوت من يكفر، وقيل: هي لام الإضافة.

  و (ما) في قوله: {لَمَّا مَتَاعُ} صلة كقوله: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ}⁣[آل عمران: ١٥٩].

  · المعنى: ثم نَبَّه بأنه ليس للدنيا عند الله تعالى من الخطر ما عظموه حتى جعلوا أهلها بمحل النبوة، فقال - سبحانه -: «وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً» أي: جماعة واحدة، قيل: كلهم على الكفر، عن ابن عباس، والحسن، وقتادة، والسدي. وقيل: على طلب الدنيا، واختيارها على العقبى، عن ابن زيد. وإنما لم يفعل ذلك لكونه مفسدة «لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ» قيل: درجًا وسلالم، عن ابن عباس، وقتادة. وهي المراقي، «عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ» يصعدون