قوله تعالى: {فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون 41 أو نرينك الذي وعدناهم فإنا عليهم مقتدرون 42 فاستمسك بالذي أوحي إليك إنك على صراط مستقيم 43 وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون 44 واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون 45}
  مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ» أي: نعاقبهم على فعلهم «أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذي وَعَدْنَاهُمْ» أو نبقينك حتى ترى ما نفعل بهم من العذاب الذي وعدناهم، قيل: أراد المشركين والاستعلاء عليهم، وقيل: هو القتل والأسر يوم بدر، فإنهم مع كثرتهم ووفور عددهم، والنبي ÷ في قلة، قَتَلَهم وأسرهم، وظهر مصداقًا للموعود. وقيل: أراد به أهل الإسلام، وقد كان بعد نبي الله نقمة شديدة فأكرم الله نبيه بأن يزيد في أمته، ولم يُرِهِ في أمته إلا ما قر به عينه، عن الحسن، وقتادة، «فإنا» على هلاكهم وتبقيتهم «مُقْتَدِرُونَ» قادرون «فَاسْتَمْسِكْ» أي: تمسك «بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيكَ» من القرآن والشرائع علمًا وعملاً «إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ» طريق واضح «وَإنَّهُ» يعني القرآن «لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ» قيل: شرف لك، عن ابن عباس، والسدي، وقيل: في التمسك به والعمل بمقتضاه شرف لك ولمن عمل مثل عملك، وقيل: ذكر لك تذكر به أمر دينك، وقيل: أمر ووعظ ذكركم به، عن أبي مسلم، «ولقومك» قيل: لجميع أمتك، عن الحسن، حيث عرضهم به للشرف، وذكرهم بالمواعظ، وقيل: لقومك من قريش حيث كنت منهم، وأنزل بلغتهم، وقيل: للمؤمنين حيث تمسكوا به، فشرفوا في الدارين «وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ» عما تفعلون من قبوله، والعمل به، وعن الإعراض عنه والرد، وقيل: وسوف تسألون عن هذه النعمة، وقيل: عما لزمكم من القيام بحقه والعمل به، وقيل: تسألون عن أعمالكم وتجازون، عن أبي. علي. «وَاسْأَلْ» اختلفوا في المخاطب به، قيل: النبي ÷ وكان في ابتداء النبوة، وقيل: النبي ولكن المراد إقامة الحجة على غيره، وقيل: المخاطب به المشركون المنكرون للتوحيد،