قوله تعالى: {إن المجرمين في عذاب جهنم خالدون 74 لا يفتر عنهم وهم فيه مبلسون 75 وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين 76 ونادوا يامالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون 77 لقد جئناكم بالحق ولكن أكثركم للحق كارهون 78 أم أبرموا أمرا فإنا مبرمون 79 أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون 80}
  مفارقته، وقيل: تركوا النظر، وقلدوا كبراءهم، وكرهوا الحق «أَمْ أَبْرَمُوا أَمْرًا فَإِنَّا مُبْرِمُونَ» قيل: أجمعوا على التكذيب فإنا مجمعون على الجزاء بالتكذيب، عن قتادة، وقيل: أم أحكموا أمرًا في المخالفة فإنا محكمون أمرًا في الجزاء، وقيل: أم أبرموا في الكيد برسول الله ÷ في الفتك به، فإنا مبرمون أمرًا على حفظه وعصمته، ومنعهم منهم، وتعذيبهم، وفعل ذلك بهم يوم بدر، عن ابن الأنباري، وقيل: أم أحكموا حجة فيما ذهبوا إليه من الكفر وعبادة غير الله، يعني لم يُحْكِمُوا، ولا حجة لهم، فإنا محكمون ما ندعو إليه، ونقويه بالأدلة، والله تعالى لا يدعو إلى شيء إلا أحكمه وأبرمه، عن أبي علي، وقيل: أم أحكموا أمرًا ليخلصوا به من العذاب، فإنا أحكمنا الأمر في عقابهم، يعني لا شيء يتخلصمون به من العذاب، وقيل: أم أحكموا أمرًا في تقوية باطلهم، فإنا أحكمنا الأمر في توهين كفرهم، وتعذيبهم، وقيل: هو عطف على قوله: {أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ} أي: رأي رأوه، وعرضوا عليه، فإن فعلوا ذلك فإنا مبرمون ما نقابل به فعالهم، عن أبي مسلم. «أَمْ يَحْسَبُونَ» أي: يظنون، وقد أبرموا الأمر عند أنفسهم «أَنَّا لاَ نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ» مناجاتهم في مكائد المسلمين، «بَلَى» نسمع ذلك ونعلمه «وَرُسُلُنَا» يعني الحفظة، عن قتادة، والسدي. «لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ» أي: عندهم يكتبون عليهم أعمالهم من خير وشر.
  · الأحكام: يدل قوله: {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ} أن كل مجرم في عذاب جهنم، والفاسق مجرم.
  وتدل أن الفساق يكونون في النار.
  ومتى قيل: أراد به الكفار لذلك قال: {وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ}، وقال: {أَمْ أَبْرَمُوا أَمْرًا}.