قوله تعالى: {قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين 81 سبحان رب السماوات والأرض رب العرش عما يصفون 82 فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون 83 وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله وهو الحكيم العليم 84 وتبارك الذي له ملك السماوات والأرض وما بينهما وعنده علم الساعة وإليه ترجعون 85}
  قلنا: اللفظ عام، والفاسق يكره الحق عند الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والفاسق يكيد المؤمنين أيضًا، فلا مانع من حمل الآية على عمومها.
  ويدل: {لَا يُفَتَّرُ} على اتصال العذاب.
  ويدل قوله: {وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ} الآية على أشياء:
  منها: أن العقاب مستحق على أفعالهم.
  ومنها: أن الكفر والظلم فعلُهم، ليس بخلق الله ولا بإرادته.
  ومنها: أنهم قادرون على تركه؛ إذ لو عاقبهم على ما لا يقدرون على تركه لكان ظالمًا.
  ومنها: أنه قادر على الظلم؛ لأنه تمدح بأنه لا يَظْلِمُ، وما لا يقدر عليه لا يصح التمدح بتركه، وكل ذلك يبطل مذهب الْمُجْبِرَة في المخلوق والاستطاعة والإرادة.
  ويدل قوله: «وَرُسُلُنَا» أن علينا حفظة يكتبون الأعمال، فحذر بذلك من ارتكاب المعاصي، وكذلك قوله: {أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ}؛ لأنه من الوعيد العظيم.
قوله تعالى: {قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ ٨١ سُبْحَانَ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ ٨٢ فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ ٨٣ وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ ٨٤ وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ٨٥}