قوله تعالى: {قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين 81 سبحان رب السماوات والأرض رب العرش عما يصفون 82 فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون 83 وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله وهو الحكيم العليم 84 وتبارك الذي له ملك السماوات والأرض وما بينهما وعنده علم الساعة وإليه ترجعون 85}
  · القراءة: قرأ ابن كثير وحمزة والكسائي: «وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ» بالياء، الباقون بالتاء على الخطاب، والأول على الكناية اعتبارا بقوله: {فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا}.
  · اللغة: العابد: قيل: هو مِنْ عَبَد يعبُد فهو عابد، على وزن: نصر ينصر، وقيل: من عَبِد يعبَد، نحو: حَمِد يَحْمَدُ، إذا أَنِفَ فهو عَبِدٌ، نحو عدد، وعَبِدَ يَعْبَدُ عَبَدًا إذا غضب، قال ابن عرفة: وقلما يقال: فهذا عابد، والعَبِدُ: الآنف، والعَبْدُ: خلاف الحر، وأصله: الخضوع والذل، يقال: طريق مُعَبَّد، ولا يشتق من العبد فعل، إنما هو العابد، وعن أمير المؤمنين: «عَبْدْتُ فَصَمَتُّ» أي: أَنِفْتُ فَسَكَتُّ، قال الفرزدق:
  ولكنَّ نِصْفًا لَوْ سَبَبْتُ وسَبَّني ... بنو عبدِ شمسٍ من قريش وهاشمِ
  أولئك قومي إن هَجَوْنِي هَجَوْتُهُمْ ... وأَعْبَدُ أَنْ أَهْجُوُ كُلَيْبًا بِدَارِمِ
  والنَّصَفُ: الإنصاف.
  تبارك: قيل من البركة، وهو الثبوت، واللَّه الثابت لم يزل ولا يزال، وقيل: هو من البركة، أي: كل البركات منه، وقيل: كل الذي عمت بركته ذكره.
  · الإعراب: {يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا} جزم؛ لأنه جواب الجزاء، ولأن معناه إن تذرهم يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا.
  {يُلَاقُوا}، نصب ب {حَتَّى}، وعلامة النصب ذهاب النون.