قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم 7 والذين كفروا فتعسا لهم وأضل أعمالهم 8 ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم 9 أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم دمر الله عليهم وللكافرين أمثالها 10 ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم 11}
  على أبي عزة كان ببدر، ثم نسخ، وقد قال أصحابنا: لا يجوز مفاداة النساء والصبيان؛ لأن فيه تكثير العدد، ويجوز مفاداة العجوز الفانية؛ لأنه لا يرجى منها ولد، وكذلك الشيخ الهرم، وقالوا في عبدة الأوثان من العرب: إنه إما أن يسلم أو يقتل، لا يسترقون، ولا يبقون على شركهم.
  ويدل قوله: {حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ} على غاية وجوب القتال.
  ويدل قوله: {وَالَّذِينَ قُتِلُوا} على فضل الجهاد.
  وتدل على أن الهدى يكون بالفوز والثواب؛ لأن بعد القتل لا يكون إلا ذلك.
قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ٧ وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ ٨ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ ٩ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا ١٠ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ ١١}
  · اللغة: التَّعْسُ: الانحطاط للعثار، والإتعاس والإذلال والإدحاض بمعنى، وهو العثار الذي لا يستقيل صاحبه، قال: فإذا سقط الساقط فأريد به الاستقامة قيل: لَعًا له، وإذا لم يرد به الانتعاش قيل: تَعْسًا، وفي حديث عائشة: (تعس مِسْطَحٌ)، يقال: تعس، أي: أتعسه الله، ومعناه: انكب وعثر، وأتعسه الله، تعس فهو متعس، قال الأعشى: