قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم 7 والذين كفروا فتعسا لهم وأضل أعمالهم 8 ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم 9 أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم دمر الله عليهم وللكافرين أمثالها 10 ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم 11}
  فَالتَّعْسُ أَوْلَى لَهَا مِنْ أَنْ أَقُولَ لَعًا
  فجمع تعسا ولعا في بيت واحد، قال أبو مسلم: وذلك ضد تثبيت الأقدام الذي جعله بالمؤمن.
  والتدمير. الإهلاك، وأصله الدمار.
  · الإعراب: «تَعْسًا» قيل: نصب على المصدر أي: أتعسه الله تعسًا، وقيل: على الدعاء، عن الفراء.
  · المعنى: لما تقدم الأمر بالجهاد بَيَّنَ الوعد لهم، فقال - سبحانه -: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ» أي: دين الله ونبيه «يَنْصُرْكُمْ» فجعل نصرة دينه ونصرة نبيه نصرة له تعظيمًا لأمره، وتفخيمًا لشأنه، وهذا كقوله: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ}[النساء: ٨٠]. وقيل: نصر الله بالرد على من يسيء القول فيه، كمن يشبهه بخلقه، أو يضيف القبائح إليه «يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ» قيل: ينصركم في الجهاد، ويثبت أقدامكم بألطافه بتقوية قلوبكم، وقيل: ينصركم في الآخرة، ويثبت أقدامكم عند الحساب وعلى الصراط، وقيل: ينصركم في الدنيا والآخرة، ويثبت أقدامكم في الدارين، وهو الوجه؛ لعموم الكلام «وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ» قيل: في الآخرة،