التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ويقول الذين آمنوا لولا نزلت سورة فإذا أنزلت سورة محكمة وذكر فيها القتال رأيت الذين في قلوبهم مرض ينظرون إليك نظر المغشي عليه من الموت فأولى لهم 20 طاعة وقول معروف فإذا عزم الأمر فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم 21 فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم 22 أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم 23 أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها 24 إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سول لهم وأملى لهم 25}

صفحة 6462 - الجزء 9

  · الأحكام: يدل قوله: {سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ} أن فى القرآن ما هو بَيِّنُ المعنى.

  وتدل على حدث القرآن؛ لأن القديم لا يجوز أن يكون مُنَزَّل، فلا تصح أحكامه.

  وتدل على حرص المؤمن على الطاعات بخلاف المنافق، وكذلك أنسهم بالوحي، وحثهم للجهاد، فإذا طال مثواهم في رفاهية تمنوا نزول سورة؛ وذلك لإيمانهم بِاللَّهِ ورسوله.

  ويدل قوله: {فَأَصَمَّهُمْ} أن من لم ينتفع بالمواعظ فهو كالأصم والأعمى.

  ويدل قوله: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ} على وجوب التفكر في القرآن، دل أنه حجة ودلالة.

  وتدل على أن التدبر فعلُهم، وأنهم متمكنون منه، والإعراض فعلُهم.

  ويدل قوله: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ} أن إجابة الرسول لطف في الامتناع من الفساد، وقطع الرحم، وترك إجابته داع إلى ذلك، فدل على أن ذلك فعلهم.

  ويدل قوله: {ارْتَدُّوا} على أن المؤمن قد يرتد، خلاف ما قاله بعضهم.

  ويدل قوله: {الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ} أن الفعل لهم والتزيين من قِبَلِ الشيطان، خلاف قول الْمُجْبِرَةِ.