التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله سنطيعكم في بعض الأمر والله يعلم إسرارهم 26 فكيف إذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم 27 ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم 28 أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم 29 ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول والله يعلم أعمالكم 30}

صفحة 6463 - الجزء 9

قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ ٢٦ فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ ٢٧ ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ ٢٨ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ ٢٩ وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ ٣٠}

  · القراءة: قرأ حمزة والكسائي، وحفص عن عاصم: «إِسْرَارَهُمْ» بكسر الألف، الباقون بفتحها، فالكسر على أنه مصدر أَسَرَّ إسرارًا، وهو الإخفاء، والفتح على أنه اسم، وهو جمع سِرًّ.

  · اللغة: الأضغان: جمع ضِغْنٍ، وهو الحقد، يقال: أضغن عليه فعله: إذا حقده.

  والسِّيَماءُ: العلامة.

  واللحن: أصله إزالة الكلام عن جهته، ثم يستعمل على وجهين في الصواب والخطأ، أما الصواب فمعنى اللحن: فحوى الكلام ومعناه، والفعل منه لَحِنَ يَلْحَنُ لحنًا، فهو لاحِنٌ: إذا فطن معناه، ومنه: اللحن الفطنة، ومنه الحديث: «لعل بعضكم أن يكون أَلْحَنَ بحجته من بعض» أي: أفطن بها، ومنه قول الشاعر:

  مَنْطِق صَائِبٌ وتَلْحَنُ أَحْيَانًا ... وخَيْرُ الكَلاَمِ ما كَانَ لَحْنَا