التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم جهنم وساءت مصيرا 6 ولله جنود السماوات والأرض وكان الله عزيزا حكيما 7 إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا 8 لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلا 9 إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما 10}

صفحة 6481 - الجزء 9

  ويدل على أنها مغفورة.

  ومتى قيل: كيف تكون مغفورة؟

  قلنا: بإيجاب ما يجبر نقصًا دخل في ثوابه بتلك الصغيرة.

  ومتى قيل: كيف يجوز ذلك عليهم؟

  قلنا: ما يتعلق بالرسالة ومصالح الأمة لا تجوز عليه فيه الكبيرة ولا الصغيرة، ولا السهو ولا الغلط، ولا النسيان؛ لأن في ذلك فوت المصالح، فأما ما يتعلق بحاله فلا تجوز الكبيرة أصلاً، والصغير ما كان مستخفًا ومنفرًا لا يجوز عليه، وما عدا ذلك لا مانع منه، فيجوز.

  ويدل قوله: {لِيَزْدَادُوا} أن الإيمان يصح فيه الزيادة والنقصان، فلا يكون كذلك إلا والطاعات من الإيمان.

  ويدل قوله: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ} أنَّه يلطف؛ لأن تثبيت القلب يحصل بذلك.

  وتدل أن المؤمن يدخل الجنة، خلاف قول المرجئة.

  وتدل أن السيئات فعلُهم، فيبطل قول الْمُجْبِرَةِ في المخلوق.

قوله تعالى: {وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ٦ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ٧ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ٨ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ٩ إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ١٠}