قوله تعالى: {ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم جهنم وساءت مصيرا 6 ولله جنود السماوات والأرض وكان الله عزيزا حكيما 7 إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا 8 لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلا 9 إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما 10}
  · القراءة: قرأ ابن كثير، وأبو عمرو: «دَائِرَةُ السُّوْءِ» بضم السين، الباقون بفتحها، أما الضم: فمعناه أنه تعود عليهم دائرة تسوؤهم من القتل والأسر، وأما الفتح فيقال: رجل سَوْءٍ، أي: فساد، يعني أنهم ظنوا بالله السوء، فهو توهمهم أن الله ينصرهم على رسوله، وذلك لا يجوز عليه لتقبيحه فعلهم ذلك.
  قرأ ابن كثير وأبو عمرو: «لِيُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَيُعَزِّرُوهُ وَيُوَقِّرُوهُ وَيُسَبِّحُوهُ» فى الأربعة بالياء، كناية عن المؤمنين، وقد تقدم ذكرهم، وهو أحسن في النظم، وقرأ الباقون بالتاء على الخطاب، وفيه تلوين الخطاب مرة بخطاب النبي ÷، ومرة بخطاب القوم.
  قراءة القراء: «تُعَزِّرُوهُ» بزاي معجمة وراء غير معجمة من العزر، وهو التعظيم، وعن ابن السَّمَيْقَعِ بزاءين معجتين ليعززوه: من الإعزاز.
  قرأ أبو جعفر ونافع وابن كثير: «فَسَنُؤْتِيهِ» بالنون مضافًا إلى الله تعالى، الباقون بالياء، كناية عن اسمه، وقد تقدم في قوله: {يُبَايِعُونَ اللَّهَ}.
  · اللغة: النفاق: إظهار الإيمان وإبطان الكفر في الشرع، وأصله في اللغة: من نافِقاء اليربوع، أن يجعل لبيته بابين يُظْهِرُ أحدهما، ويخفي الآخر، فإذا أتى من الظاهر خرج من الباطن.
  والظن: تقوية أحد النقيضين على الآخر من غير ثقة، واختلفوا، فقيل: إنه جنس برأسه غير الاعتقاد، عن أبي علي، والقاضي، وقيل: هو من جنس الاعتقاد، عن أبي هاشم.