قوله تعالى: {ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم جهنم وساءت مصيرا 6 ولله جنود السماوات والأرض وكان الله عزيزا حكيما 7 إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا 8 لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلا 9 إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما 10}
  الدائرة: الحادثة من حوادث الدهر تدور على الإنسان، وأصله من الدوران، ومنه: الدائرة.
  واللعن: الطرد والإبعاد من الخير.
  والعَزْرُ: قال الزجاج: أصله الرد، ومنه: عَزَّرْتُ فلانًا أي: أدبته وفعلت به ما يمنعه من القبيح، وقال أبو مسلم: العزر: المنع، وأنشد القطامي:
  أَلَا بَكَرَتْ مَيٌّ بِغَيْرِ سَفَاهَةٍ ... تُعَاتِبُ وَالْمَوْدُودُ يَنْفَعُهُ الْعَزْرُ
  ومنه: التعزير، وما قالا متقاربان.
  والنكث والنقض بمعنى، نكث عهده، أي: نقضه بعد عقده، ومنه: {مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا}[النحل: ٩٢].
  · الإعراب: {وَيعُذِّبَ} معناه وليعذب عطفًا على قوله: {لِيُدْخِلَ}.
  {وَسَاءَتْ مَصِيرًا} أي: ساءت جهنم مصيرًا.
  {بُكْرَةً وَأَصِيلًا} نصب على الظرف، أي: في البكرة والأصيل.
  {وَتُعَزِّرُوهُ} أي: لكي تعزروه.
  · النزول: {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ} قيل: نزل في أهل الحديبية، عن جابر، قال: كنا يوم الحديبية ألف وأربعمائة، فقال لنا النبي ÷: «أنتم اليوم خير أهل الأرض»، فبايعنا تحت الشجرة على الموت، وعلى أَلَّا نفر، فما نكث أحد منا البيعة إلا الجد بن قيس وكان منافقًا لم يَسِرْ مع القوم.