قوله تعالى: {ق والقرآن المجيد 1 بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم فقال الكافرون هذا شيء عجيب 2 أإذا متنا وكنا ترابا ذلك رجع بعيد 3 قد علمنا ما تنقص الأرض منهم وعندنا كتاب حفيظ 4 بل كذبوا بالحق لما جاءهم فهم في أمر مريج 5}
  وسابعها: (بل)، كقوله: {بَلْ عَجِبُوا}.
  · المعنى: {ق} قيل: اسم من أسماء الله تعالى، عن ابن عباس. وقيل: افتتاح أسماء الله نحو: قديم، وقادر، وقهار، وقريب، وقاض، عن القرظي. وقيل: اسم من أسماء القرآن، عن قتادة. وقيل: اسم للسورة، عن الحسن، وأبي علي. وحكي نحوه عن مجاهد، وعليه يحمل قول قتادة. وقيل: جبل محيط بالأرض من زمردة خضراء خضرة السماء منه، عن عكرمة، والضحاك، وعن ابن عباس بخلاف. وقيل: معناه قضى ما هو كائن، وقيل: معناه قف عند أمرنا ونهينا، والعرب تفعل مثل ذلك، قال الشاعر:
  قُلْتُ لَها قفي لَنَا قالَتْ قاف
  أي: وقفت.
  وقيل: معناه: قل يا محمد، وقيل: هو عبارة عن العرب وجميع الحروف، وإشارة إلى أن القرآن مركب منها، وأنتم تتكلمون بها، وعجزتم عن الإتيان بمثل القرآن، فاعلموا أنه معجز، وليس من كلام البشر، عن أبي مسلم. وقيل: إشارة إلى أن القرآن مركب من هذه الحروف ليعلم أنه محدث، عن أبي بكر الزبيري. وقيل: لما قالوا: {لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ}[فصلت: ٢٦] افتتح السورة بهذه الحروف ولم يعاهدوا مثل ذلك ليستمعوا، فيأتي من بعد ما هو حجة عليهم، عن قطرب. والصحيح أنه اسم للسورة، وليس لقاف اسم غيرها، فكأنه أقسم بهذه السورة وبالقرآن، وقيل: القسم بهذه السورة، تنبيهًا على عظمها، وقيل: القسم برب القرآن، كأنه قيل: ورب ق والقرآن، وسمي القرآن لجمعه، و «الْمَجِيدِ» الكريم على الله العظيم في نفسه، الكثير الخير والنفع، وقد بَيَّنَّا أن فيه حذفًا أي: لتبعثنَّ يوم القيامة، فلما وعدهم بالبعث أنكروا، فقال