التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {والذاريات ذروا 1 فالحاملات وقرا 2 فالجاريات يسرا 3 فالمقسمات أمرا 4 إنما توعدون لصادق 5 وإن الدين لواقع 6 والسماء ذات الحبك 7 إنكم لفي قول مختلف 8 يؤفك عنه من أفك 9 قتل الخراصون 10 الذين هم في غمرة ساهون 11 يسألون أيان يوم الدين 12 يوم هم على النار يفتنون 13 ذوقوا فتنتكم هذا الذي كنتم به تستعجلون 14}

صفحة 6582 - الجزء 9

  · الإعراب: محل (الذَّارِيَاتِ) جر بالقسم، وقيل: أقسم بالذَّارِيَاتِ وقيل: فيه إضمار أي: برب الذَّارِيَاتِ فيكون جر بالإضافة إليه، وجواب القسم: {إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ}.

  والفاء في قوْله: {فَالْحَامِلَاتِ} وأخواتها فاء العطف، وقيل: في قوله: {لَصَادِقٌ} أنه اسم الفاعل وضع موضع المصدر للمبالغة كقولهم: رجل خَصْمٌ وعَدْلٌ.

  وقيل: {يَومَ هُمْ} يحتمل أن يكون في موضع الرفع والنصب وكله على جواب {أَيَّانَ}.

  و {يَومَ} نصب على الظرف، [وإضافته] إلى {هُمْ}؛ لأن الظرف قد يضاف إلى الخبر والابتداء.

  · النزول: قيل: قوله: {إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ} الآيات، نزل في المقتسمين الَّذِينَ اقتسموا القول في النبي ÷ ليصرفوا الناس عن الإسلام.

  وقيل: اقتسموا أعقاب مكة لصرف الناس عن الإيمان، ويرمونه بقبيح القول.

  · المعنى: «وَالذَّارِيَاتِ» ... إلى قوله: «فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا» قيل: إن ابن الكَوَّاء سأل أمير المؤمنين، وهو يخطب على المنبر فقال: ما الذاريات ذروًا؟ قال: الرياح، فقال: ما الحاملات وقرا؟ قال السحاب، قال: فما الجاريات يسرًا؟ قال: السفن، قال: فما