التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وفي موسى إذ أرسلناه إلى فرعون بسلطان مبين 38 فتولى بركنه وقال ساحر أو مجنون 39 فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم وهو مليم 40 وفي عاد إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم 41 ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم 42 وفي ثمود إذ قيل لهم تمتعوا حتى حين 43 فعتوا عن أمر ربهم فأخذتهم الصاعقة وهم ينظرون 44 فما استطاعوا من قيام وما كانوا منتصرين 45 وقوم نوح من قبل إنهم كانوا قوما فاسقين 46}

صفحة 6597 - الجزء 9

  والمُلِيم: الذي قد فعل ما يلام عليه، ومنه: ألام الرجل: جاء بما يلام عليه، والمَلُوم الذي وقع به اللوم، واللوم: العذل، لمته لومًا، واللوم: الملامة، ورجل لُوَمَةٌ بفتح الواو: يلوم الناسَ، ولُوْمَةٌ بسكونها: يلام.

  والريح: جسم منبث في الجو، جمعه: رياح وأرواح.

  ورميم والرمام: العظام البالية، ومنه: الرُّمَّةُ الحبل البالي، وأصل الباب: الرم، وهو إصلاح الشيء، يقال: رمَّ: أصلح، ورمَّ [العظم] إذا بَلِيَ [أي] أنه انتفى رمَّه ببعضهِ، يقال: رَمَّهُ يَرُمُّهُ رَمًّا فهو رامٌّ، والشيء مرموم: إذا أُصْلِحَ.

  والتمتع: التلذذ بأسباب اللذة.

  والعتو: الامتناع عن الحق ترفعًا عنه.

  · الإعراب: الواو في قوله: {وَفِى مُوسَى} واو عطف، ثم اختلفوا فقيل: إنه عطف على قوله: {وَتَرَكْنَا فِيهَا} أي: فيها وفي قوم موسى آية، وقيل: عطف على قوله: {وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ} عن الفراء.

  · المعنى: ثم بَيَّنَ ما نزل بالأمم، فقال - سبحانه -: «وَفِي مُوسَى» أي: في بيانه «إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلَى فِرْعَوْنَ بِسُلْطَانٍ» أي: حجة «مُبِينٍ» بَيِّنٍ ظاهر «فَتَوَلَّى» أي: أعرض فرعون عن قبول الحق «بِرُكْنِهِ» قيل: بقوته من قومه وجنوده، عن ابن عباس، ومجاهد، وقتادة. وقيل: بقوته في نفسه، عن الحسن. «وَقَالَ» لموسى «سَاحِرٌ» أي: مُمَوِّهٌ «أَوْ مَجْنُونٌ» لا عقل له، وقيل: محتال في معجزاته يهذي في أقواله، يقول ما لا يحتاج إليه، وقيل: (أو) بمعنى الواو؛ لأنهم قالوا له تانك الصفتين «فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ» أي: عاقبناهم «فَنَبَذناهُمْ» أي: ألقيناهم كما يلقى الشيء «فِي الْيَمِّ» أي: في البحر «وَهُوَ