قوله تعالى: {أم تأمرهم أحلامهم بهذا أم هم قوم طاغون 32 أم يقولون تقوله بل لا يؤمنون 33 فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين 34 أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون 35 أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون 36 أم عندهم خزائن ربك أم هم المصيطرون 37 أم لهم سلم يستمعون فيه فليأت مستمعهم بسلطان مبين 38 أم له البنات ولكم البنون 39 أم تسألهم أجرا فهم من مغرم مثقلون 40 أم عندهم الغيب فهم يكتبون 41 أم يريدون كيدا فالذين كفروا هم المكيدون 42 أم لهم إله غير الله سبحان الله عما يشركون 43}
  جواز الولد، وثانيهما: اختيار الأدون «أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا» أي: جُعْلاً على ما أديت من الرسالة، يعني أتركوا تصديقك لأجل أنك تسألهم مالاً؟ «فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ» أي: من غرم يلزمهم «مُثْقَلُونَ» مجهودون، يشق عليهم حمل ذلك الغرم «أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ» أي: علم الغيب حتى يعلموا أن ما يخبرهم به الرسول من البعث والقيامة باطل، وقيل: لما قالوا «نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيبَ الْمَنْونِ» بين أعندهم الغيب حتى يعلموا إلى ماذا يؤول أمره ومتى يموت، عن قتادة، وقيل: أعندهم اللوح المحفوظ، عن ابن عباس. «فَهُمْ يَكْتُبُونَ» في اللوح، ويخبرون به الناس، عن ابن عباس، أم عندهم - بخلاف ما تَعِدُهُم - كتاب معجزة، يكتبون منه ما يقولون، وقيل: فهم يكتبون، أي: يحكمون والكتاب الحكم، عن القتبي. «أَمْ يُرِيدُونَ كَيدًا» أي: مكرًا بك، وتدبير سوء في السر في بابك على ما دبروه في دار الندوة «فَالَّذِينَ كفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ» الممكور بهم، يدبر الله عليهم فيأتيهم من حيث لا يحتسبون، ويعود الضرر عليهم، قيل: خرجوا يوم بدر بطرًا ورياء، فقتلوا جميعًا، وقيل: يعاقبهم يوم القيامة «أَمْ لَهُمْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ» أي: من يستحق العبادة «سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ» براءة لله عن شركهم.
  · الأحكام: تدل الآيات على حجج وإلزامات عليهم في مخالفتهم لرسول الله ÷.
  وتدل على صحة الحجاج في الدين.
  وتدل على أن الكفر والتكذيب فعلُهم، ليس بخلق الله تعالى؛ إذ لو كان خلقًا له، لكان أولى الأعذار أن يقولوا: لا وجه من هذه الوجوه، ولكن خَلَقْتَ فينا الضلال والكفر، فكان أوضح حجة، تعالى الله عن قولهم.
  وتدل على أن غير الله تعالى لا يعلم الغيب، فيبطل قول الإمامية في الإمام.