قوله تعالى: {أفرأيتم اللات والعزى 19 ومناة الثالثة الأخرى 20 ألكم الذكر وله الأنثى 21 تلك إذا قسمة ضيزى 22 إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى 23 أم للإنسان ما تمنى 24 فلله الآخرة والأولى 25}
  كما يقال: عمرو وعمرة، وعباس وعباسة، وكان المشركون يسمون أصنامهم بأسماء الله تعالى، فاللات من الله، والعزى من العزيز.
  ومناة، قيل: اسم موضوع، وقيل: اسم مشتق من ناء النجم، ينوء نوءًا، وأصل النوء: النهوض، ومنه النوء من أنواء المطر؛ [والعرب تقول ناء الحمل بالبعير إذا أثقله]، لأنه كان ينهض بثقل بأثقال البعير يحمله، وقيل: إنما سمي نوءًا لأن الأنواء؛ ثمانية وعشرون نجمًا معروفة المطالع، يسقط منها في كل ثلاثة عشر ليلة نجم في المغرب مع طلوع الفجر، ويطلع آخر يقابله، فكانت العرب في الجاهلية إذا سقط منها نجم قالوا: لا بد أن يكون عند ذلك مطر، ويقولون: مطرنا بنوء كذا، وإنما سمي نوءًا؛ لأنه إذا سقط الساقط منها بالمغرب ناء الطالع بالمشرق، ينوء نوءًا، وذلك النهوض هو النوء، فسمي النجم به، قال: وقد يكون النوء السقوط.
  والضِّيزَى: الجائرة الفاسدة، ووزنه «فُعْلَى» بضم الفاء؛ لأنها صفة، والصفات لا تكون إلا فُعْلَى، نحو: حبلى وأنثى، أو «فَعْلَى» بفتح الفاء نحو: غضبى، وعطشى، وسكرى، وليس في كلام العرب فِعْلَى بكسر الفاء في النعوت، إنما يكون ذلك في الأسماء، نحو: رفلى وذكرى وشعرى، قال المؤرج: كرهوا ضم الضاد لهذه العلة، وخافوا انقلاب الياء واوًا، وهو من بنات الياء، فكسرت الضاد لهذه العلة، كما قالوا في جمع أبيض: بِيضٌ، والأصل بُيْضٌ، نحو: حُمْر وصُفْر، وتصريفه بغير همز: ضاز يَضِيزُ ضيزًا، وبالهمز: ضأز يَضْأَزُ ضأزًا: إذا ظلم ونقص الحق، وضاز يضوز ضوزًا، فالاسم من هذا ضوزى، مثل: شورى، وضِزْته بكسر الضاد وضمها، ومن العرب من يقول: ضَيْزى بفتح الضاد، ومنهم من يقول: ضَأزَى بفتح الضاد والهمز، ومنهم من يقول: ضُؤْزَى بضم الضاد والهمز.