قوله تعالى: {أفرأيتم اللات والعزى 19 ومناة الثالثة الأخرى 20 ألكم الذكر وله الأنثى 21 تلك إذا قسمة ضيزى 22 إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى 23 أم للإنسان ما تمنى 24 فلله الآخرة والأولى 25}
  · الإعراب: يقال: كيف جاء {الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى}؟ والعرب لا تجعل الأخرى نعتًا للثالثة، وإنما الأخرى نعت للثانية؟
  قلنا: قال الخليل: إنما كان ذلك لوفاق رؤوس الآي، كقوله: {مَآرِبُ أخُرَى}[طه: ١٨] ولم يقل: أُخَر.
  وقيل: فيه تقديم وتأخير، تقديره: أفرأيتم اللات والعزى الأخرى ومناة الثالثة.
  {ضِيزَى}: محله رفع نعتًا للقسمة.
  و {الْهُدَى} محله رفع.
  · المعنى: لما بَيَّنَ تعالى ما رأى من الآيات الدالة على توحيده وعدله، عقبه بالحجاج مع من وصفه بالشريك ردًا عليهم، فقال - سبحانه -: «أَفَرَأَيْتُمُ» قيل: تقدير الآية: أفرأيتم أيها الزاعمون أن اللات والعزى ومناة بنات اللَّه، قال أبو علي: لأنه كان فيهم من يقول: إنما نعبد هَؤُلَاءِ؛ لأنهم بنات الله، وقيل: تقديره: أفرأيتم ما تتخذونه إلهًا اللات والعزى ومناة، عن أبي علي، وقيل: زعموا أن الملائكة بنات اللَّه، وصوروا الأصنام على صورهم «اللَّاتَ وَالْعُزَّى. وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأخرَى» قيل: هي أصنام كانوا يعبدونها، عن الحسن، وقيل: كانت حجارة في جوف الكعبة، عن أبي عبيدة، وقيل: اللات: كانت صنمًا لثقيف، وقيل: كانت حجرًا، وكانت قريش تلت السويق بالسمن عليها للناس، فسمي لاتًا من هذا الوجه، عن أبي علي.
  وأما العزى قيل: صنم عبدوها، عن الحسن، وقتادة، وقيل: كانت شجرة