قوله تعالى: {ولله ما في السماوات وما في الأرض ليجزي الذين أساءوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى 31 الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم إن ربك واسع المغفرة هو أعلم بكم إذ أنشأكم من الأرض وإذ أنتم أجنة في بطون أمهاتكم فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى 32 أفرأيت الذي تولى 33 وأعطى قليلا وأكدى 34 أعنده علم الغيب فهو يرى 35}
  تعالى، فقال عبد الله بن سعد: أعطني من مالك، وأنا أتحمل عنك ذنوبك فأعطاه، وأمسك عن بعض ما كان يصنع، فأنزل الله - تعالى -: {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى} يوم أحد حتى ترك التزكي {وَأَعْطَى} صاحبه {وَأَكْدَى} قطع النفقة إلى قوله: {وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى} فعاد عثمان إلى أحسن ما كان عليه، عن ابن عباس، والسدي، والكلبي، وجماعة من المفسرين.
  وقيل: بل نزلت في الوليد بن المغيرة اتبع رسول الله ÷ فَعيَّره بعض المشركين، وقال: تركت دين الأشياخ، فقال: خفت عذاب الله، فقال: أعطني شيئًا، وأضمن أن أحمل عنك ذنوبك، فأعطاه شيئًا، ثم بخل ومنعه تمام ما ضمن، ففيه نزلت الآية، تولى عن رسول الله ÷، وأعطى صاحبه قليلاً، وأكدى: بخل بالباقي، عن مجاهد. وقيل: أعطى الوليد قليلاً من الخير، ثم أكدى: قطعه، عن مقاتل.
  وقيل: نزلت في رجل قال لأهله: جهزوني أنطلق إلى محمد أصب منه خيرًا، فلقيه بعض الكفار، وقال له: أعطني جهازك، وأحمل عنك إثمك، ففيه نزلت الآية، عن عطاء بن يسار.
  وقيل: نزلت في العاص بن وائل السهمي، كان ربما يوافق النبي ÷ في بعض الأمور، عن السدي.
  وقيل: نزلت في أبي جهل، قال يومًا: ما يأمرنا محمد إلا بمكارم الأخلاق، فذلك قوله: {وَأَعْطَى قَلِيلًا وَأَكْدَى} ي: لم يؤمن به، عن محمد بن كعب القرظي.
  وقوله: {فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ} قيل: قال بعضهم: الله تعالى لا يعذبنا، وإنما يعاقب بدلنا هَؤُلَاءِ الفقراء، فنزلت الآية ردا عليهم.
  وقيل: كان بعضهم يحسن أعمالاً، ثم يقول: صلاتنا وصيامنا وحجنا، ففيهم نزلت، عن الكلبي، ومقاتل.