قوله تعالى: {وأنه هو أغنى وأقنى 48 وأنه هو رب الشعرى 49 وأنه أهلك عادا الأولى 50 وثمود فما أبقى 51 وقوم نوح من قبل إنهم كانوا هم أظلم وأطغى 52 والمؤتفكة أهوى 53 فغشاها ما غشى 54 فبأي آلاء ربك تتمارى 55 هذا نذير من النذر الأولى 56 أزفت الآزفة 57 ليس لها من دون الله كاشفة 58 أفمن هذا الحديث تعجبون 59 وتضحكون ولا تبكون 60 وأنتم سامدون 61 فاسجدوا لله واعبدوا 62}
  الحجارة المسومة، وقيل: غشاها من العذاب ما غشى، وفيه تعظيم لذلك الأمر، وقيل: أهوى أهلك، وقيل: نزل من الهواء إلى الأرض، ولا يقال فيما نزل في درجة أو سلم: أهوى، وقيل: خسف بهم الأرض، عن أبي علي. «فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكَ تَتَمَارَى» أي: بأي نعم ربك تَشُكُّ أيها الإنسان بنعم الدين، أو بنعم الدنيا، وقيل: بنعمه عليكم أنه لم يهلككم وأهلك الأمم قبلكم، وأخبركم بها زجرًا لكم «هَذَا نَذِيرٌ» أي: مخوف لهم عن أفعال يستوجبون العذاب بها، وأنه ينزل بهم ما نزل بأولئك، وقيل: هذا كناية عن النبي ÷، عن قتادة، وقيل: عن القرآن، عن ابن مالك، وقيل: هذه الأخبار التي أخبر بها عن هلاك الأمم، عن أبي علي. «مِنَ النُّذُرِ الْأُولَى» من الأنبياء الَّذِينَ خوفوا أممهم، قد أرسل إليكم كما أرسل إليهم، وقيل: هذا الذي في صحف موسى وإبراهيم. «أَزِفَتِ الْآزِفَةُ» أي: دنت الدانية، وهي القيامة؛ لأن محمدًا ÷ خاتم الأنبياء، ومجيئه من علامات الساعة «لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ» أي: لا أحد يظهرها ويعينها غير الله ø، وقيل: ليس لها من دون الله راد، عن قتادة. «أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ» خطاب للمشركين من قريش والعرب، يعني من حديث البعث والنشور والقيامة والجزاء، وقيل: من القرآن، وكونه معجزًا، عن أبي علي، وقيل: من ادعائه النبوة إنكارًا، «وَتَضْحَكُونَ» استهزاء، «وَلاَ تَبْكُونَ» خوفًا، يعني: كان ينبغي لكم أن تبكوا خوفًا من ذلك «وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ» قيل: لاهون معرضون، عن ابن عباس، وقيل: هو الغناء، وكانوا إذا سمعوا القرآن تغنوا، عن عكرمة، وقيل: أشرون بطرون، عن الضحاك، وقيل: معرضون عصبية، عن مجاهد، وقيل: السُّمُودُ: القيام بغير فائدة، ومنه حديث النبي ÷ أنه خرج، والناس قيام ينتظرون الصلاة فقال: «ما لي أراكم سامدين».