التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وأنه هو أغنى وأقنى 48 وأنه هو رب الشعرى 49 وأنه أهلك عادا الأولى 50 وثمود فما أبقى 51 وقوم نوح من قبل إنهم كانوا هم أظلم وأطغى 52 والمؤتفكة أهوى 53 فغشاها ما غشى 54 فبأي آلاء ربك تتمارى 55 هذا نذير من النذر الأولى 56 أزفت الآزفة 57 ليس لها من دون الله كاشفة 58 أفمن هذا الحديث تعجبون 59 وتضحكون ولا تبكون 60 وأنتم سامدون 61 فاسجدوا لله واعبدوا 62}

صفحة 6672 - الجزء 9

  ثم أمرهم بترك الغفلة والإقبال على العبادة، فقال سبحانه: «فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا» قيل أراد الصلاة وغيرها من عباداته التي أمر بها، عن أبي علي.

  · الأحكام: تدل الآية على وجوب الاعتراف بنعمه، وأداء شكره، وعظيم الإثم في الشك فيه، فلذلك قال: {فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكَ تَتَمَارَى}.

  وتدل على أن القيامة تقوم على دابر هذه الأمة، ولا نبي ولا شريعة بعد هذه الشريعة، وذلك معلوم من دين النبي ÷ ضرورة.

  وتدل على قبح الضحك خصوصًا فيما يرجع بالاستهزاء بالدين، فإن ذلك كفر.

  وتدل على وجوب التمسك بالصلاة والعبادات، وترك الغفلة.