قوله تعالى: {اقتربت الساعة وانشق القمر 1 وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر 2 وكذبوا واتبعوا أهواءهم وكل أمر مستقر 3 ولقد جاءهم من الأنباء ما فيه مزدجر 4 حكمة بالغة فما تغن النذر 5}
  قراءة العامة: «مُسْتَقِرٌّ» بكسر القاف ورفع الراء نعتًا لـ «كُلُّ»، وقرأ أبو جعفر بكسر الراء على أنه نعت للأمر، وحكى أبو حاتم عن شيبة ونافع: «مُسْتَقَرٌّ» بفتح القاف، يعني لكل أمر مُسْتَقَرٌّ، نحو قوله: {لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ}[الأنعام: ٦٧] أي: غاية ونهاية ينتهي إليها، فيستقر فيها، وهاتان القراءتان مع أنهما شاذتان ليس لهما وجه صحيح.
  · اللغة: اقتربت: «افتعل» من القرب، ومعناه: قرب، إلا أن في اقتربت زيادة مبالغة؛ لأن أصل افتعل إعداد المعنى بالمبالغة، نحو: اشتوى: اتخذ شواء بالمبالغة، في إعداده، وكذلك اتخذ من أخذ.
  والمستمر: فيه قولان، قيل: أخذ من الشدة من إمرار الحبل، وهو شدة فتله، ومنه: {ذُو مِرَّةٍ}[النجم: ٦] أي: ذو قوة، وأمررت الحبل: فتلته، والمرة شدة الفتل، والأَمَرَّان: الهَرَم والمرض لشدتهما، وقيل: هو مأخوذ من مَرَّ يمر أي: مضى وذهب، عن الفراء.
  والهوى: رقة القلب بميل الطبع كَرِقَّة، هواء الجو، هَوَى يَهْوَي هَوًى: إذا مال طبعه، وهوى هوى النفس مقصور، وهواء الجو ممدود، ويجمع: أهوية، وهَوَى يَهْوِي: إذا انحدر في الهواء، والمصدر الهُوِيّ، والاسم الهاوي.
  والاستقرار: التمكن، استقر فهو مستقر.
  والمُزْدَجَرُ: «مفتعل» من الزجر، إلا أن التاء أبدلت دالاً لتُؤاخِي الزاي في الجهر، مع أن الدال من مخرج التاء، وكل ذلك لتعديل الحروف، ولكيلا تتنافر، والزجر مصدر زجرته أزجره زجرًا فانزجر، أي: نهيته، فانتهى.