قوله تعالى: {اقتربت الساعة وانشق القمر 1 وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر 2 وكذبوا واتبعوا أهواءهم وكل أمر مستقر 3 ولقد جاءهم من الأنباء ما فيه مزدجر 4 حكمة بالغة فما تغن النذر 5}
  · الإعراب: {وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ} استقر فهو مستقر.
  «حِكْمَةٌ» رفع بتقدير: هي حكمة بالغة.
  و (ما) في قوله: {فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ} يجوز فيه وجهان: الجحد، وبمعنى: أي شيء.
  · النزول: قيل: سأل جماعة قريش رسول الله ÷، فأراهم القمر شقين، حتى رأوا حراء بينهما، عن أنس.
  وقيل: انشق القمر، فقالت قريش: هذا سحر، ابن أبي كبشة سحركم، فأسألوا السُّفَّارَ، فسألوهم، فقالوا: نعم رأينا، ففي ذلك نزلت الآية، وروي أنهم سألوا العوالي عن ذلك، فأقروا به.
  · المعنى: «اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ» أي: قربت القيامة بخروج خاتم الأنبياء، وآخر الأمم، وهذا هو الأوجه، وعليه جماعة المفسرين. وقيل: اقتربت ساعتهم يوم بدر، فإنهم يهلكون بالسيف «وَانْشَقَّ الْقَمَرُ» قيل: انشق القمر بمكة فلقتين، فلقة فوق الجبل، والأخرى أسفل من الجبل، فقال ÷: «اللهم فاشهد»، وقال أيضًا: «اشهدوا»، عن ابن مسعود، وروى انشقاق القمر ابن مسعود، وابن عمر، وأنس، وحذيفة، وابن عباس، وجبير بن مطعم، ومجاهد، وإبراهيم، وهو قول أبي علي وجماعة. وقيل: إنه ماض بمعنى المستقبل، أي: سينشق عند قرب الساعة، قالوا: ولو انشق لرآه كل أحد، ولاشتهر، عن الحسن، وعطاء، والأصم، وأبي القاسم، وهذا لا يصح؛ لأنه خلاف الظاهر، ولأنه اشتهرت الرواية فيه.