قوله تعالى: {إن المجرمين في ضلال وسعر 47 يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر 48 إنا كل شيء خلقناه بقدر 49 وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر 50 ولقد أهلكنا أشياعكم فهل من مدكر 51 وكل شيء فعلوه في الزبر 52 وكل صغير وكبير مستطر 53 إن المتقين في جنات ونهر 54 في مقعد صدق عند مليك مقتدر 55}
  أتى بلفظ الواجد، وأراد الجنس لأجل رؤوس الآي، وأصله من السعة، ومنه النهار، ومنه قول الشاعر:
  مَلَكْتُ بِهَا كَفِّي فَأَنْهَرْتُ فَتْقَهَا ... يَرَى قَائِم مِنْ دُويهَا مَا وَرَاءَهَا
  · الإعراب: «سَقَرَ» لا ينصرف؛ لأنه اسم مؤنث على ثلاثة أحرف، أوسطها متحرك.
  ويقال: لِمَ قال: «وَاحِدَةٌ» وهو نعت للأمر؟
  قلنا: هو على تقدير: ما أمَرْنا أن يكون شَيءٌ إلا مرة واحدة، يعني الساعة، قال أبو عبيدة: هو نعت للمعنى دون اللفظ.
  · النزول: عن أبي هريرة: جاءت مشركو قريش إلى رسول الله ÷ يخاصمونه في القدر، فنزلت هذه الآية: {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ} إلى آخر السورة.
  وقيل: نزلت في وفد نجران.
  وقيل: في القدرية من هذه الأمة.
  وعن كعب: (نجد في التوراة أن القدرية يسحبون في النار على وجوههم).
  وعن حذيفة، عن النبي ÷: «لعنت القدرية والمرجئة على لسان سبعين نبيًا»، قيل: يا رسول الله، ومن القدرية؟ قال: «قوم يعملون المعاصي ويقولون: اللَّه قدرها عليهم»، قيل: ومن المرجئة؟ قال: «قوم يقولون: الإيمان قول بلا عمل».
  وعن علي # في حديث طويل بعد انصرافه من صفين في القضاء والقدر ما يزيل الإشكال.