التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ولمن خاف مقام ربه جنتان 46 فبأي آلاء ربكما تكذبان 47 ذواتا أفنان 48 فبأي آلاء ربكما تكذبان 49 فيهما عينان تجريان 50 فبأي آلاء ربكما تكذبان 51 فيهما من كل فاكهة زوجان 52 فبأي آلاء ربكما تكذبان 53 متكئين على فرش بطائنها من إستبرق وجنى الجنتين دان 54 فبأي آلاء ربكما تكذبان 55 فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان 56 فبأي آلاء ربكما تكذبان 57 كأنهن الياقوت والمرجان 58 فبأي آلاء ربكما تكذبان 59 هل جزاء الإحسان إلا الإحسان 60 فبأي آلاء ربكما تكذبان 61}

صفحة 6730 - الجزء 9

  تستره، وفي الجنتين دورُهُ وقصوره، وقصور أزواجه وحرمه، عن أبي علي، وقيل:

  جنة من ذهب، وجنة من فضة، وقيل: من الياقوت الأحمر والزبرجد الأخضر، ترابها الكافور والعنبر، وقيل: كل بستان مسيرة مائة سنة، في وسط كل بستان دَارٌ من نور، وقيل: هما جنة عدن، وجنة النعيم، عن مقاتل. «ذَوَاتَا أَفْنَانٍ» قيل: ذواتا ألوان من النعم من الفواكه، عن الضحاك، وقيل: ذواتا أغصان، عن مجاهد، وأبي علي، وقيل: ذواتا تفضل بهما على ما سواهما، عن قتادة، وقيل: ذواتا ظلال، عن الحسن، وقيل: ذواتا أصول، عن ابن كيسان. «فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ» بهذه الجنتان أم بغيرهما «فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ» قيل: بالكرامة على أهل الجنة، عن ابن عباس، وقيل: تجريان بالماء الزلال، أحدهما التسنيم، والأخرى السلسبيل، عن الحسن، وقيل: إحداهما من ماء غير آسن، والأخرى من خمر لذة للشاربين، عن عطية العوفي. «فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ. فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ» أي: صنفان، وقيل: ضربان: ضرب معروف، وضرب من شكله غريب، قيل: قال ابن عباس: ما في الدنيا ثمرة إلا وهي في الجنة «فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ. مُتَّكِئِينَ» أي: قاعدين كالملوك «عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا» جمع بِطَاَنَةٍ، وهو خلاف الظهارة، وقيل: بطائنها: ظواهرها، كما يقال: هذا ظهر السماء وبطن السماء، عن الفراء، والمؤرج، والظاهر أن البطانة ما بطن، والظهارة ما ظهر، فلا يعدل عن الظاهر، وقيل: {مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ} إشارة إلى الأمن {مِنْ إِسْتَبْرَقٍ} قيل: غليظ الديباج، عن عكرمة، والفراء، وجماعة، وقيل: الظواهر من سندس، وقيل: هو الرقيق من الديباج، والبطائن من إستبرق، وهو الدبياج الغليظ، عن أبي علي، وقيل: الإستبرق: الحرير الصيني، وهو من الغليظ والرقيق، قال ابن مسعود وأبو هريرة: هذه البطانة فما