التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ومن دونهما جنتان 62 فبأي آلاء ربكما تكذبان 63 مدهامتان 64 فبأي آلاء ربكما تكذبان 65 فيهما عينان نضاختان 66 فبأي آلاء ربكما تكذبان 67 فيهما فاكهة ونخل ورمان 68 فبأي آلاء ربكما تكذبان 69 فيهن خيرات حسان 70 فبأي آلاء ربكما تكذبان 71 حور مقصورات في الخيام 72 فبأي آلاء ربكما تكذبان 73 لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان 74 فبأي آلاء ربكما تكذبان 75 متكئين على رفرف خضر وعبقري حسان 76 فبأي آلاء ربكما تكذبان 77 تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام 78}

صفحة 6734 - الجزء 9

  والرفرف: الروضة، وأصله من رَفَّ النبت يَرِفُّ: إذا صار غضًّا نَضِرًا.

  · المعنى: ثم بَيَّنَ أن لَهم جنتين أُخْرَيَيْن، فقال - سبحانه -: «وَمِنْ دُونِهِمَا» قيل: دونهما في الدرجة، عن ابن عباس، وقيل: دونهما في الفضل، عن ابن زيد، وقيل: من دونهما، أي: أقرب إلى قصره ومجالسه؛ لينتقل من مجلس إلى مجلس، وجنة إلى جنة، فيتضاعف السرور، وقبل: أمامها، عن الكسائي، وقيل: غيرهما «جَنَّتَانِ» أي: بستانان، قيل: الأربع للخائف مقام ربه، عن ابن عباس، وقيل: هي أربع جنات للسابقين، وجنتان للتابعين، عن الحسن، وابن جريج، وقيل: الأوليان من ذهب وفضة، والآخريان من ياقوت وزمرد، وهما أفضل من الأوليان «فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ. مُدْهَامَّتَانِ» قيل: خضراوان من الرِّيّ، عن ابن عباس، وقتادة، وعطية، يعني من شدة خضرتهما تضرب إلى السواد، ففي الجنتين الأوليين أشجار ذوات أفنان، وفي هاتين أنواع الخضراوات، وفي حافاتهما النخل والرمان «فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكمَا تُكَذِّبَانِ» بأي نعم، بهذه أم بغيرها؟ «فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ» قيل: فوارتان بالماء، ينبع من أصلهما، ثم يجريان، عن الحسن، وقيل: ينضخان على أولياء الله بالمسك والكافور، عن ابن عباس، وقيل: ينضخان بأنواع الخيرات «فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ» قيل: أفرد النخل والرمان بالذكر فضيلة لهما، كقوله: {مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ}⁣[البقرة: ٩٨] وقيل: لأنهما ليسا من الفاكهة {فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ فِيهِنَّ} قيل: في الجنتين، وقيل: في الأربع، عن الكسائي «خَيرَاتٌ حِسَانٌ» روت أم سلمة أنها سألت رسول الله ÷ عن ذلك، فقال: «خيرات