قوله تعالى: {ثلة من الأولين 13 وقليل من الآخرين 14 على سرر موضونة 15 متكئين عليها متقابلين 16 يطوف عليهم ولدان مخلدون 17 بأكواب وأباريق وكأس من معين 18 لا يصدعون عنها ولا ينزفون 19 وفاكهة مما يتخيرون 20 ولحم طير مما يشتهون 21 وحور عين 22 كأمثال اللؤلؤ المكنون 23 جزاء بما كانوا يعملون 24 لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما 25 إلا قيلا سلاما سلاما 26}
  قال القتبي: الوضين هو بطان من السُّيور منسوج بعضها على بعض، قال الشاعر:
  وَمِنْ نَسْجِ دَاوُدَ مَوْضُونَةٌ ... تُسَاقُ مَعَ الْحَيِّ عِيرًا فَعِيرَا
  وإنما كان موضونًا لإدخال الحلق بعضها على بعض.
  والمعين: الماء الجاري الظاهر، ومنه سميت عين الماء؛ لأن الماء يعين منه، أي: يظهر للعيون جاريًا، قال ثعلب: عَانَ الماء يَعِينُ إذا ظهر جاريًا، فمعين على هذا مفعول على العين، على مثال مبيع ومكيل، وقال الفراء: ويجوز أن يكون فعيلا من الماعون الذي هو المعروف، وقال غيره: هو من الماعون الذي هو الماء، يقال: معن الماء وأمعن إذا سال.
  والمكنون: المصون بما يحفظه عما يلحقه تغيير، قال الشاعر:
  وَهْيَ زَهْرَاءُ مِثْلُ لُؤْلُؤةِ الغَوَّا ... صِ مِيزَتْ مِنْ جَوْهَرٍ مَكْنُونِ
  · الإعراب: رفع «ثُلَّةٌ» على تقدير: هم ثُلَّةٌ.
  «متكئين» نصب على الحال.
  «جَزَاءً» نصب على المصدر، وقيل: لأنه مفعول، أي: يفعل ذلك بهم جزاء.
  وفي نصب قوله: «سَلَامًا» وجوه: قيل: ويقولون سلامًا، وقيل: لوقوع الفعل عليه، تقديره: بل يسمعون سلامًا، وقيل: ينتصب في «قِيلًا»، وقيل: تقديره: سلمك الله سَلَامًا بدوام النعيم.